التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ
٥٠
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

امر الله تعالى نبيه بهذه الاية ان يقول لهؤلاء الكفار الذين استبطأوا وعد الله { أرأيتم } اي اعلمتم؟ لانها من رؤية القلب، لانها دخلت على الجملة من الاستفهام { إن أتاكم عذابه } يعني عذاب الله. والعذاب الالم المستمر واصله الاستمرار. ومنه العذوبة لاستمرارها في الحلق { بياتاً } وهو إتيان الشيء ليلا يقال بيته تبييتاً وبياتاً وبات بيتوتة، وفلان لا يستبيت إذا لم يكن له ما يبيت به وجواب { إن } محذوف، وتقدير الكلام ارايتم ماذا يستعجل المجرمون من العذاب إن أتاكم عذابه بياتاً او نهاراً، ووقع { إن أتاكم } في وسط الكلام موقع الاعتراض. ومعنى (ما) في قوله { ماذا } للانكار لأن يكون في العذاب شيء يستعجل به، وجاء على صيغة الاستفهام، لأنه لا جواب لصاحبه يصح له. وقال ابو جعفر عليه السلام هو عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة. نعوذ بالله منه. وقال الزجاج: موضع (ماذا) رفع من وجهين: احدهما - ان يكون (ذا) بمعنى (الذي) والتقدير ما الذي يستعجل منه المجرمون. ويجوز أن يكون (ماذا) إسماً واحداً، والمعنى اي شيء يستعجل منه. والهاء في قوله { منه } عائدة على العذاب ويجوز ان تكون عائدة على الاستعجال.