التفاسير

< >
عرض

أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
٥١
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

{ أثم } دخلت الف الاستفهام على (ثم) ليدل على ان الجملة الثانية بعد الاولى مع أن للألف صدر الكلام. وقال الطبري معنى (ثم) - ها هنا - (هنالك) وهذا غلظ، لان (ثم) بالفتح تكون بمعنى هنالك، وهذه مضمومة فلا تكون الا للعطف. والعامل في { إذا } يحتمل أمرين: احدهما - ان يكون { آمنتم به } على أن تكون (ما) صلة. الثاني - ان يكون العامل { وقع } وتكون (ما) مسلطة على الجزاء. وإنما جاز ان يعمل الفعل الأول في الجزاء دون الثاني، ولم يجز في { إذا } لئلا يختلط الشرط بجزائه وليس كذلك { إذا } لانها مضافة إلى الفعل الذي بعدها. والوقوع الحدوث. وقوله { آلان } مبني على الفتح، لأن تعريفه كتعريف الحرف في الانتقال من معنى إلى معنى. ومعناه عند سيبويه أنحن من هذا الوقت نفعل كذا، وفتحت لالتقاء الساكنين. وقال الفراء: أصلها (آن) دخلت عليها الالف واللام وبنيت كالذين، ودخول الالف واللام على اللزوم لا يمكنه، كما لا يمكن الذي. ومعنى الآية أتأمنون حلول هذا العذاب بكم؟ ثم يقال لكم إذا وقع بكم العذاب وشاهدتموه: آلآن آمنتم به، وكنتم به تستعجلون. وفائدتها الابانة عما يوجبه استعجال العذاب من التوبيخ عند وقوعه حين لا يمكن استدراك الامر فيه بعد أن كان ممكناً لصاحبه.