التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ
٦٠
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

المعنى أي شيء يظن الذين يكذبون على الله انه يصيبهم يوم القيامة على افترائهم على الله، اي لا ينبغي ان يظنوا ان يصيبهم على ذلك الا العذاب والعقاب، وجعل ذلك زجراً عن الكذب على الله. ثم اخبر تعالى { إن الله لذو فضل على الناس } بما فعل بهم من ضروب النعم { ولكن أكثرهم لا يشكرون } نعمه ولا يعترفون به ويجحدونه. وهذا خرج مخرج التقريع على افتراء الكذب، وإن كان بصورة الاستفهام وتقديره ايؤديهم إلى خير ام شر؟. وافتراء الكذب أفحش من فعل الكذب بتزويره وتنميقه فالزاجر عنه اشد. وقيل: معنى قوله { لذو فضل على الناس } أي لم يضيق عليهم بالتحريم لما لا مصلحة لهم في تحريمه كما ادعيتم عليه. وقيل: معناه انه لذو فضل على خلقه بتركه معاجلة الكذاب بالعقوبة في الدنيا، وامهاله إياه إلى يوم القيامة.