التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٩٥
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذا الكلام عطف على قوله { فلا تكونن من الممترين. ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله } أي من جملة من يجحد بآيات الله ولا يصدق بها فانك ان فعلت ذلك كنت من الخاسرين. والمراد بالخطاب غير النبي صلى الله عليه وآله من جملة أمته من كان شاكاً في نبوته. والنون في قوله { لا تكونن } نون التأكيد، وهي تدخل في غير الواجب لانك لا تقول انت تكونن، ودخلت في القسم على هذا الوجه لانه يطلب بالقسم التصديق، وبني الفعل مع نون التأكيد لأنها ركبت مع الفعل على تقدير كلمتين كل واحدة مركبة مع الاخرى مع ان الاولى ساكنة، واقتضت حركة بناء لالتقاء الساكنين. وانما شبه الكافر بالخاسر مع ان حاله اعظم من حال الخاسر لان حال الخاسر قد جرت بها عادة. وذاق طعم الحسرة فيها فرد اليها لبيان أمرها، وخسران النفس الذي هو أعظم منها.