في هذه الاية تمام الحكاية عن جواب قوم هود لهود، وهو انهم قالوا مع جحدهم لنبوته { إن نقول } لسنا نقول { إلا اعتراك } أصابك من قولهم عراه يعروه إذا اصابه، قال الشاعر:
من القوم يعروه اجترام ومأثم
وقيل { اعتراك } اصابك بجنون خبل عقلك، ذهب اليه ابن عباس، ومجاهد.
وانما جاز ان يقول { إلا اعتراك } مع انهم قالوا اشياء كثيرة غير هذا، لان المعنى
ما نقول في سبب الخلاف الا اعتراك، فحذف، لان الحال يقتضي ان كلامهم في الخلاف وسببه.
وقوله { قال إني أشهد الله } اخبار عما اجابهم به هود بأن قال: اشهد الله على ادائي اليكم ونصحي اياكم، وعلى ردكم ذلك علي وتكذيبكم اياي و { اشهدوا } انتم ايضاً انني بريء مما تشركون، وانما اشهدهم - على ذلك وان لم يكونوا اهل شهادة من حيث كانوا كفاراً فساقاً - اقامة للحجة عليهم لا لتقوم الحجة بهم، فقيل هذا القول اعذاراً وانذاراً، ويجوز ان يكون يريد بذلك اعلموا كما قال { شهد الله } بمعنى علم الله.