التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٦
-هود

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى أنه ليس في الارض دابة إلا والله تعالى متكفل برزقها. والدابة الحي الذي من شأنه أن يدب يقال: دب يدب دبيباً وأدبه ادباباً، غير انه صار بالعرف عبارة عن الخيل والبراذين دون غيرها من الحيوان.
وقوله { ويعلم مستقرها ومستودعها } فالمستقر الموضع الذي يقر فيه الشيء وهو قراره ومكانه الذي يأوي اليه. والمستودع المعنى المجعول في القرار كالولد في البطن والنطفة التي في الظهر وقيل: مستودعها مدفنها بعد موتها. وقيل: مستقرها في اصلاب الآباء ومستودعها في ارحام الامهات. وقيل: مستقرها ما تستقر عليه، ومستودعها ما تصير اليه.
وقوله { كل في كتاب مبين } خبر من الله تعالى أن جميع ذلك مكتوب في كتاب ظاهر يعني اللوح المحفوظ، وانما اثبت تعالى ذلك مع انه عالم انه لا يعزب عنه شيء لما فيه من اللطف للملائكة او يكون فيه لطف لمن يخبر بذلك.