التفاسير

< >
عرض

قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
١٠
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ نافع وابو جعفر، "غيابات" على الجمع. الباقون "غيابة" على التوحيد، وقرأ الحسن تلتقطه بالتاء، كما قالوا ذهبت بعض اصابعه، قال ابو علي: وجه قول من أفرد، أن الجب لا يخلوا ان يكون له غيابة واحدة او غيابات، فغيابة المفرد يجوز ان يعنى به الجمع، كما يعنى به الواحد، ووجه قول من جمع: انه يجوز ان يكون له غيابة واحدة، فجعل كل جزء منه غيابة، فجمع على ذلك، كقولهم شابت مفارقة، ويجوز ان يكون عنده للجب غيابات، فجمع على ذلك.
اخبر الله تعالى في هذه الآية عن واحد من جملة القوم أنه قال على وجه المشورة عليهم { لا تقتلوا يوسف } ولكن اطرحوه في جب عميق قليل الماء. وقيل إنه كان اسم القائل لذلك (روبيل) وكان ابن خالة يوسف - في قول قتادة وابن اسحاق - وقال الزجاج: كان يهوذا، والغيابة الموضع الذي يغيب فيه صاحبه وغيابة البئر شبه الجاف او طاف فوق الماء وضعوه فيها. وكلما غيب شيء عن الحس بكونه، فهو غيابة. وقال الحسن يعني في قعر الجب قال المنخل:

فان انا يوم غيبتني غيابتي فسيروا بسيري في العشيرة والأهل

والجب البئر التي لم تطوَ، لانه قطع عنها ترابها حتى طغى الماء من غير طي، ومنه المجبوب قال الأعشى:

لئن كنت في جب ثمانين قامة ورقيّت أسباب السماء بسلم

و { السيارة } الجماعة المسافرون، لانهم يسيرون في البلاد. وقيل: هم مارة الطريق. و (الالتقاط) تناول الشيء من الطريق، ومنه اللقطة واللقيطة. وقيل: انهم أشاروا عليه بأن يقعد في دلو المدلي إذا استسقى ليخرجه من البئر ففعل. ومعنى التقاطه أن يجدوه من غير ان يحسبوه، يقال وردت الماء التقاطاً إذا وردته من غير ان تحسبه.