التفاسير

< >
عرض

فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
٦٠
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

ثم قال يوسف لاخوته بعد ان قال لهم { ائتوني بأخ لكم من أبيكم } متى ما لم تفعلوا ما امرتكم به من اتيانكم بأخيكم، فأني لا اكيل لكم الطعام، ولا ابايعكم، ومع هذا فلا تقتربون يعني لا تجيئوني، والذي اقتضى طلبه الاخ من ابيهم انه فاوضهم وساءلهم عن اخبارهم واحوالهم، واخبار اهلهم، كما يتساءل الناس عن مثل ذلك، ودل الكلام على ذلك، وهو من عجيب فصاحة القرآن، وإنما استجاز ان يطلب اخاهم ولا معاملة بينه وبينهم، لأنهم ذكروا ان اباهم آثره عليهم بالمحبة مع حكمته وفضله، احب ان يراه وتطلعت نفسه الى ان يعلم السبب فيما يقتضي هذه الحال، وانما اخفاهم امره ولم يطلعهم على ما انعم الله عليه، لانه خاف ان يكتموا اباه امره لما تقدم لهم فيه واحب ان يجري تدبيره على تدريج لئلا يهجم عليه ما يشتد معه اضطرابهم.