التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
٧٣
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذا حكاية ما اجاب به اهل العير لما سمعوا النداء، وما يدل على رد الصواع انهم اقسموا بالله انا لم نجيء للافساد في الارض وإنا لم نكن سارقين. والفساد اضطراب التدبير على وجه قبيح، ونقيضه الصلاح. ويقال فسد الشيء اذا تغير الى حال تضر كفساد الطعام، وغيره من الأمور، وقوله "تالله" التاء بدل من بدل، لأنها بدل من الواو والواو بدل من الباء، فضعفت عن التصرف، فاختصت بدخولها على اسم الله لا غير دون غيره من الاسماء، لانه لا يقال (تالرحمن) ودخلت التاء في تالله على وجه التعجب، لانها لما كانت نادرة في حروف القسم جعلت للنادر من المعاني يتعجب منه. وإنما قالوا { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض } مع انهم لم يعلموا ذلك لأمرين:
احدهما - لما رأوا من صحة معاملتهم وشدة توقّيهم لما لا يجوز لهم مما ينبىء عن مقاصدهم.
الثاني - قيل لانهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم ظناً منهم أن ذلك عن سهو، وهذا لا يليق بحال السراق من الناس. وضعف البلخي هذا الوجه، وقال كيف يكون ذلك وهم لما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم اظهروا السرور به والفرح، وقالوا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا فكيف يردونها مع ذلك!.