التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ
٢٨
-الرعد

التبيان الجامع لعلوم القرآن

موضع { الذين } نصب، لأنه من صفة من أناب، وتقديره ويهدي الله الذين أنابوا الى الله { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله } والايمان - ها هنا - هو الاعتراف بتوحيد الله على جميع صفاته، والاقرار بنبوة نبيه، وقبول ما جاء به من عند الله، والعمل بما أوجبه عليهم، وفي اللغة: الايمان هو التصديق.
وقوله { وتطمئن قلوبهم بذكر الله } أي تسكن قلوبهم وتأنس الى ذكر الله الذي معه ايمان به، لما في ذلك من ذكر نعمه التي لا تحصى وآياديه التي لا تجازى، مع عظيم سلطانه وبسط إحسانه. والذكر حضور المعنى للنفس، وقد يسمى العلم ذكراً، والقول الذي فيه المعنى الحاضر للنفس يسمى ذكراً. ووصف الله تعالى - ها هنا - المؤمن بأنه يطمئن قلبه الى ذكر الله، ووصفه في موضع آخر بأنه إذا ذكر الله وجل قلبه، لان المراد بالاول انه يذكر ثوابه وانعامه، فيسكن اليه، والثاني يذكر عقابه وانتقامه فيخافه ويجل قلبه.
وقوله { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } إخبار منه تعالى ان بذكر الله تسكن القلوب وتستأنس وتطمئن الى ما وعد الله به من الثواب والنعيم، ومن لم يكن مؤمناً عارفاً لا يسكن قلبه الى ذلك.