التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
٥
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

آية في الكوفي والبصري. وآيتان في المدنيين. آخر الاولى { إلى النور }.
أخبر الله تعالى انه ارسل موسى نبيه (ع) الى خلقه بآياته ودلالاته { أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور } اي ارسلناه بأن أخرج قومك من ظلمات الكفر والضلالة الى نور الايمان والهداية بالدعاء لهم الى فعل الايمان، والنهي عن الكفر والتنبيه على ادلته. { وذكرهم بأيام الله } قيل في معناه قولان:
احدهما - قال الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير: ذكّرهم بنعم الله.
الثاني - ذكّرهم بنعم الله لعاد وثمود وغيرهم من الامم الضالة، قال عمر بن كلثوم:

وايام لنا غر طوال عصينا الملك فيها ان ندينا

وقيل: النعم والنقم من اعدائنا. وقال قوم: اراد خوفهم بهذا، كما يقال: خذه بالشدة واللين. ثم أخبر ان في ذلك دلالات لكلّ من صبر على بلاء الله وشكره على نعمه. والتذكير التعريض للذكر الذي هو خلاف السهو، يقال: ذكّره تذكيراً، وذكره يذكره ذكراً، وتذكر تذكراً، وذاكره مذاكرة. والصبار الكثير الصبر، والصبر حبس النفس عما تنازع اليه مما لا ينبغي. والشكور الكثير الشكر. والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم، وضدّه الكفر. (وان) في قوله { أن أخرج } يحتمل ان تكون بمعنى (أي) على وجه التفسير، ويجوز ان تكون التي تتعلق بالافعال والمعنى قلنا له: اخرج قومك. وقال سيبويه يقول العرب: كتبت اليه أن قم، وأمرته أن قم، وان شئت كانت (أن) التي وُصلت بالامر. والتأويل على الخبر. والمعنى كتبت اليه ان يقوم وأمرته أن يقوم إلاّ انها وُصلت بلفظ الامر المخاطب، والمعنى معنى الخبر، كما تقول أنت الذي فعلت. والمعنى انت الذي فعل.