التفاسير

< >
عرض

لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٥١
هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٥٢
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى بأنه إِنما فعل ما تقدم ذكره { ليجزي الله كل نفس } الذي كسبت إِن كسبت خيراً أتاها الله بالنعيم الأبدي في الجنة، وإِن كفرت وحجدت وكسبت شراً عاقبها بنار جهنم مخلدة فيها { إن الله سريع الحساب } اي سريع المجازاة. وقيل معنى { سريع الحساب } لا يشغله محاسبة بعضهم عن محاسبة آخرين. والكسب فعل ما يجلب به النفع للنفس او يدفع به الضرر عنها. والكسب ليس بجنس الفعل، والله تعالى يقدر على مثله في الجنس.
وقوله { هذا بلاغ } قال ابن زيد وغيره من المفسرين: هو إِشارة الى القرآن، ففيه بلاغ للناس، لان فيه البيان عن الانذار والتخويف، وفيه البيان عما يوجب الإخلاص بما ذكر من الإنعام الذي لا يقدر عليه الا الله.
وفي الآية حجة على ثلاث فرق:
على المجبرة في الارادة، لأنها تدل على أنه تعالى أراد من جميع المكلفين ان يعلموا { إِنما هو إِله واحد } وهم يزعمون أن أراد من النصارى ان يثلثوا، ومن الزنادقة ان يقولوا بالتثنية.
الثاني - حجة عليهم في ان المعصية لم يردها، لانه اذا أراد منهم ان يعلموا أنه إِله واحد، لم يرد خلافه من التثليث والتثنية الذي هو الكفر.
الثالث - حجة على اصحاب المعارف، لانه بين أنه أراد من الخلق ان يتذكروا ويفكروا في دلائل القرآن التي تدلهم على أنه إِله واحد. ثم أخبر تعالى انه انما يتذكر { أولو الألباب } اي ذوو العقول، لان من لا عقل له لا يمكنه الذكر والاعتبار.