التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ
١٠٣
-النحل

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ حمزة والكسائي { يلحدون } بفتح الياء والحاء. والباقون بضم الياء وكسر الحاء، وهما لغتان، يقال: ألحد يلحد إِلحاداً، فهو ملحد، ولحد يلحد فهو ملحود، وقيل لِحد في القبر وألحد في الدين، والإلحاد الميل عن الصواب ويقال للذي يميل عن الحق ملحد، ومند اللحد في جانب القبر.
ويقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إِنا { نعلم أنهم يقولون إِنما يعلمه } يعني الرسول { بشرٌ } مثله. وقال ابن عباس الذي مالوا اليه بأنه يعلم محمداً صلى الله عليه وسلم وكان اعجمياً هو (بلعام) وكان قيناً بمكة روميّاً نصرانياً. وقال الضحاك: أرادوا به (سلمان الفارسي). وقال قوم: أرادوا به إِنساناً يقال له: عايش او يعيش، كان مولى لحويطب بن عبد العزى، أسلم وحسن إِسلامه، فقال الله تعالى ردا عليهم { لسان الذي } يميلون اليه أعجمي { وهذا } القرآن { لسان عربي مبين } كما تقول العرب للقصيدة هذا لسان فلان، قال الشاعر:

لسان السوء تهديها الينا وجنت وما حسبتك ان تحينا

والاعجمي الذي لا يفصح، والعجمي منسوب الى العجم، والاعرابي البدوي والعربي منسوب إِلى العرب { ومبين } معناه ظاهر بيِّن لا يشكل.