التبيان الجامع لعلوم القرآن
(ما) في قوله { لما تصف } مصدرية، والتقدير: ولا تقولوا لوصف ألسنتكم الكذب { هذا حلال وهذا حرام } وقال الزجاج: قرىء { الكُذُب } على أنه نعت الألسنة، يقال لسان كذوب وألسنة كُذُب، وحكي أيضاً بكسر الباء ردّاً على (ما) وتقديره للذي تصفه ألسنتكم الكذب، وهذا إِنما قيل لهم لما كانوا حرموه وأحلوه، فقالوا { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } }
وقد بيناه فيما تقدم. ثم أخبر عن هؤلاء الذين يقولون على الله الكذب بأنهم { لا يفلحون } أي لا ينجون ولا يفوزون بثواب الله.
وقوله تعالى { متاع قليل } معناه متاعهم هذا الذي فعلوه وتمتعوا به { متاع قليل } ويجوز في العربية (متاعاً) أي يتمتعون بذلك متاعاً قليلا { ولهم عذاب أليم } أي في مقابلة ذلك يوم القيامة. وقوله { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } يعني ما ذكره في سورة الانعام في قوله { وعلى الذين هادوا حرمنا... } الآية، في قول قتادة والحسن وعكرمة. ثم أخبر تعالى أنه لم يظلمهم بذلك ولا يبخسهم حظهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بكفرهم بنعمة الله وجحودهم لأنبيائه، فاستحقوا بذلك تحريم هذه الأشياء عليهم لتغيير المصلحة عند كفرهم وعصيانهم.