التفاسير

< >
عرض

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ
٣١
ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٣٢
-النحل

التبيان الجامع لعلوم القرآن

يحتمل رفع جنات وجهين:
احدهما - ان تكون خبر ابتداء محذوف وتقديره هي جنات يدخلونها، كأن قائلا لما قال الله { ولنعم دار المتقين } قال: ما هذه الدار؟ فقيل: هي جنات عدن.
والثاني - ان يكون رفعاً بالابتداء وخبره { نعم دار المتقين } وقد قدم الخبر والتقدير جنات عدن { نعم دار المتقين }. ثم وصف هذه الجنات بما فيها، فقال { تجري من تحتها الأنهار } لان الجنة هي البستان الذي فيه الاشجار، والانهار تجري تحت الاشجار، وقيل لان انهار الجنة في اخاديد. ثم اخبر ان لهؤلاء الذين دخلوا الجنة لهم فيها ما يشاؤنه ويشتهونه. ثم قال مثل ذلك يجازي الله تعالى الذين يتقون معاصيه، ويعملون بطاعاته. ثم قال { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } أي صالحين بأعمالهم الجميلة خلاف من تتوفاهم خبيثين بأعمالهم القبيحة. وأصل الطيبة حال المستلذ من الاطعمة، يقول الملائكة لهم سلا عليكم ادخلوا الجنة جزاء على أعمالكم في الدنيا من الطاعات.