يقول الله تعالى أنه يحذر ايضاً محمد (صلى الله عليه وسلم) القوم { الذين قالوا اتخذ الله ولداً } من مشركي قومه وغيرهم - عقاب الله، وعاجل نقمته وأليم عذابه على قولهم ذلك.
وقوله { ما لهم به من علم } [معناه ما لقائلي القول هذا يعني قولهم { اتخذا الله ولداً } به من علم] يعني ليس لهم بالله من علم. ومعنى الكلام ما لهؤلاء القائلين هذا القول بالله من علم بأنه لا يجوز أن يكون له ولد. فلجهلهم بالله وعظمته قالوا ذلك.
وقوله { ولا لآبائهم } معناه ولا لأسلافهم الذين مضوا قبلهم على مثل الذي هم عليه اليوم، ما كان لهم بالله وعظمته علم.
وقوله { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } نصب { كلمة } على التمييز، وتقديره كبرت كلمتهم التي قالوها كلمة، كما تقول: نعم رجلا عمرو، ونعم الرجل رجلا قام. وقال بعضهم: نصب { كلمة } لانها في معنى: اكبر بها كلمة، كقوله { { وساءت مرتفقاً } وهي في النصب كقول الشاعر:
ولقد علمت إذا الرياح تروحت هدج الرئال تكبهن شمالاً
أي تكبهن الرياح شمالا، فكأنه قال كبرت تلك الكلمة. وروي عن بعض المكيين انه قرأ ذلك بالرفع، كقولهم: كبر قولك، وكبر شأنك، فعلى هذا لا يكون فى قوله { كبرت } مضمر، بل يكون صفة الكلمة، والأول أقوى، لاجماع القراء على النصب، وهذا شاذ، وتأويل الكلام: عظمت الكلمة كلمة تخرج من افواه هؤلاء القوم { الذين قالوا اتخذ الله ولداً } او الملائكة بنات الله.
وقوله { إن يقولون إلا كذباً } معناه ليس يقول هؤلاء القائلون { اتخذ الله ولداً } إلا كذباً، وفرية افتروها على الله - عز وجل -.