التفاسير

< >
عرض

وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي
٢٦
وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي
٢٧
يَفْقَهُواْ قَوْلِي
٢٨
وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي
٢٩
هَارُونَ أَخِي
٣٠
-طه

التبيان الجامع لعلوم القرآن

وهذا ايضاً اخبار عما سأل الله تعالى موسى، فانه سأل ان ييسر له أمره، أي يسهله عليه ويرفع المشقة عنه ويضع المحنة، يقال: يسره تيسيراً، فهو ميسر ونقيضه التعسير، ومنه اليسر واليسير. والحل نفي العقد بالفرق، حله يحله حلا، فهو حال والشيء محلول. وضد الحل العقد، ونظيره الفصل والقطع. والعقدة جملة مجتمعة يصعب حلها متفلكة، عقد يعقد عقداً وعقدة، فهو عاقد والشيء معقود،
ويقال: انه كان فى لسان موسى (ع) رثة وهي التي لا يفصح معها بالحروف شبه التمتمة وغيرها. وقيل: إن سبب العقدة في لسانه أنه طرح جمرة في فيه لما اراد فرعون قتله، لانه اخذ لحيته وهو طفل فنتفها، فقالت له آسية: لا تفعل، فانه صي لا يعقل، وعلامته انه اخذ جمرة من طست فجعلها في فيه. ذكره سعيد بن جبير ومجاهد والسدي.
وقوله { يفقهوا قولي } أي يفقهوه إذا حللت العقدة من لساني افصحت بما اريد. وسأله ايضاً أن يجعل له وزيراً يؤازره على المضي الى فرعون ويعاضده عليه. والوزير حامل الثقل عن الرئيس، مشتق من الوزر الذي هو الثقل، واشتقاقه ايضاً من الوزر، وهو الذى يلجأ اليه من الجبال والمواضع المنيعة. وقوله { هارون أخي } قيل فى نصب { هارون } وجهان:
احدهما - على انه مفعول { اجعل } الاول و { وزيراً } المفعول الثاني على جهة الخبر.
والوجه الثاني - ان يكون بدلا من { وزيراً } وبياناً عنه. فقيل: ان الله حل اكثر ما كان بلسانه إلا بقية منه بدلالة قوله
{ { ولا يكاد يبين } في قول ابي علي. وقال الحسن: ان الله استجاب دعاءه، فحل العقدة من لسانه. وهو الصحيح، لقوله تعالى { قد أوتيت سؤلك يا موسى } ويكون قول فرعون { { ولا يكاد يبين } انه لا يأتي ببيان يفهم كذباً عليه ليغوي بذلك الناس ويصرف به وجوههم عنه.