التفاسير

< >
عرض

طسۤمۤ
١
تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٣
-الشعراء

التبيان الجامع لعلوم القرآن

ثلاث آيات في الكوفى خاصة. واثنتان في الباقي. ولم يعد { طسم } آية إلا أهل الكوفة.
قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى والعليمي "طسم، وطس" بامالة الطاء فيهما. الباقون بالتفخيم، وأظهر - النون من هجاء سين عند الميم - حمزة وأبو جعفر إلا أن أبا جعفر يقطع الحروف. الباقون يخفونها قال ابوا علي الفارسي: تبيين النون من { طسم } على قراءة حمزة هو الوجه، لأن حروف الهجاء في تقدير الانفصال والانقطاع مما بعدها، وإذا ثبت ذلك وجب أن تبين النون لأنها تخفى اذا اتصلت بحرف من حروف الفم، فاذا لم يتصل بها، لم يكن هناك ما يوجب إخفاؤها. ووجه إخفائها مع هذه الحروف أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع، وهمزة الوصل إنما تذهب في الدرج فكما سقطت همزة الوصل، وهي لا تسقط إلا في الدرج مع هذه الحروف في (الف لام ميم) الله، كذلك لا تبين النون، ويقدر فيها الاتصال بما قبلها، ولا يقدر الانفصال.
قيل إنما عد { طسم } آية، ولم يعد (طس) لأن (طس) تشبه الاسم المنفرد، نحو (قابيل، وهابيل) وليس كذلك { طسم }. ووجه الشبه بالزنة أن أوله لا يشبه حروف الزيادة التي هي حروف المد واللين، نحو (يس) وليس شيء على وزن المفرد يعد إلا (ياسين) لان الياء تشبه حروف الزيادة فقد رجع إلى انه ليس على زنة المفرد. وقد بينا فيما مضى معاني هذه الحروف المقطعة في أول سورة البقرة، فلا نطول باعادته. وقد بينا قول من قال. إنها اسماء السور. وقال قتادة والضحاك: ان (طسم، وطس) اسم من اسماء القرآن.
وقوله { تلك آيات الكتاب المبين } انما أشار بـ { تلك } إلى ما ليس بحاضر لأنه متوقع، فهو كالحاضر بحضور المعنى للنفس، وتقديره: تلك الآيات آيات الكتاب. وقيل: تلك الآيات التي وعدتم بها هي القرآن. وقيل: ان { تلك } بمعنى (هذا) ومعنى { الكتاب } القرآن، ووصفه بأنه { المبين } لأن به تتبين الاحكام، لأن البيان اظهار المعنى للنفس بما يتميز به عن غيره، وهو مأخوذ من البينونة، وهي التفرقة بين الشيء وغيره. فالمبين الذي يبين الحق من الباطل. وسمي أيضاً فرقاناً، لانه يفرق بين الحق والباطل.
وقوله { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } قيل فيه قولا: الأول - قال ابن عباس وقتادة: معناه لعلك قاتل نفسك. والثاني قال ابن زيد: مخرج نفسك من جسدك. والبخع القتل، قال ذو الرمة:

الا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر

وقال ابن عباس معنى { أن لا يكونو مؤمنين } فيه أي في القرآن وقال الفراء موضع { أن } نصب بـ { باخع }، لان { أن } جزاء، كانه قال: ان لم يكونوا مؤمنين فأنت قاتل نفسك، فلما كان ماضياً نصب { أن } كما تقول: اتيك { أن } تأتيني، ولو لم يكن ماضياً لقلت: آتيك ان تأتني، ولو كانت مجزومة مع كسر { أن } كان جائزاً، ومثله { لا يجرمنكم شنآن قوم أن } بالفتح والكسر.