التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٩
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

النظم:
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها. أنه لما تقدم النهي عن اتخاذ الكفار أولياء خوفوا من الاعلان بخلاف الاظهار في ما نهوا عنه بأن الله (تعالى) يعلم الأسرار كما يعلم الاعلان.
اللغة:
والصدر معروف. والصدر: أعلى مقدم كل شيء. والصدر: الانصراف عن الماء بعد الري. تقول: صدرت الابل عن الماء فهي صادرة. والمصدر: الحوض الذي تصدر عنه الابل. والتصدير: حزام الرجل لميله إلى الصدور. والصدار: شبيه بالفقيرة تلبسها المرأة لأنه قصير يغطى الصدر وما حاذاه وكذلك الصدرة. وأصل الباب الصدر المعروف.
وقوله: { يعلمه الله } جزم، لأنه جواب الشرط، وان كان الله يعلمه كان أو لم يكن، ومعناه يعلمه كائناً. ولا يصح وصفه بذلك قبل أن يكون. والمعنى: وما تفعلوا من خير يجاز الله عليه، لأنه يعلمه، فلا يذهب عليه شيء منه وإنما قال: { ويعلم ما في السماوات وما في الأرض } ليذكر بمعلومات الله على التفصيل بعلم الضمير وإنما رفعه على الاستئناف. وقوله: { والله على كل شيء قدير } معناه التحذير من عقاب من لا يعجزه شيء أصلا من حيث أنه قادر على كل شيء يصح أن يكون مقدوراً له.