التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٦
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

اللغة:
التصوير: جعل الشيء على صورة لم يكن عليها. والصورة: هيئة يكون عليها الشيء بالتأليف. والفرق بين الصورة والصيغة أن الصيغة: عبارة عما وضع في اللغة لتدل على أمر من الأمور، وليس كذلك الصورة، لأن دلالتها على جعل جاعل قياسية. والارحام: جمع رحم وأصله: الرحمة، وذلك لأنها مما يتراحم به ويتعاطف يقولون: وصلتك رحم. وأصل الصورة: الميل يقولون صاره يصوره: إذا أماله، فهي صورة لأنها مائلة إلى بنية بالشبه لها.
المعنى:
وقوله: { كيف يشاء } معناه كيف يريد والمشيئة هي الارادة ومعنى { يصوركم في الأرحام كيف يشاء } من ذكر أو أنثى أو أبيض أو أسود أو تام أو ناقص إلى غير ذلك ما تختلف به الصور، وفيه حجة على النصارى في ادعائهم إلهية المسيح وذلك أن الله تعالى صوره في الرحم كما شاء، فهو لذلك عبد مربوب وقوله: { لا إله إلا هو العزيز الحكيم } معناه أنه تعالى لما ذكر ما يدل عليه من قوله: { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } ذكر الدليل والمدلول عليه وإنما ذكر { العزيز الحكيم } تحذيراً بعد ذكر الدليل ليعلم أنه عزيز لا يتهيأ لأحد منعه من عقوبة من يريد عقابه حكيم في فعل العقاب وفي جميع أفعاله.