التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ
٦٠
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

الاعراب:
الحق رفع بأنه خبر ابتداء محذوف وتقديره ذلك الاخبار في أمر عيسى الحق من ربك، فحذف، لتقدم ذكره وأغنى بشاهد الحال عن الاشارة إليه كما تقول الهلال أي هذا الهلال.
المعنى واللغة:
وقوله: { فلا تكن من الممترين } يحتمل أمرين:
أحدهما - أن يكون خطاباً للنبي (صلى الله عليه وسلم) والمراد به غيره، كما قال.
{ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } }. والآخر - { فلا تكن من الممترين } أيها السامع للبرهان من المكلفين كائناً من كان.
والامتراء الشك، ومثله المرية وأصله الاستخراج مرى الضرع يمريه مرياً: إذا استخرج اللبن منه يمسحه ليدر، وكذلك الريح تمري السحاب مرياً. فالامتراء شك كحال المستخرج لما لا يعرف. وإنما قال: { الحق من ربك } ولم يقتصر على قوله: { ذلك الحق } { فلا تكن من الممترين } لأن في هذه الآية دلالة على أنه الحق، لأنه من ربك، ولو قال ذلك الحق "فلا تكن من الممترين" لأن في هذه الآية دلالة على أنه الحق، لأنه من ربك. ولو قال: ذلك الحق فلا تكن لم يفد هذه الفائدة. والفرق بين قوله: { فلا تكن من الممترين } وبين قوله: فلا تكن ممترياً أن ذلك أبلغ في النهي، لأنه اشارة إلى قوم قد عرفت حالهم في النقص والعيب.