التفاسير

< >
عرض

قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ
٢٦
قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ
٢٧
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٨
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٩
قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ
٣٠
-سبأ

التبيان الجامع لعلوم القرآن

لما امر الله تعالى نبيه ان يخاطب الكفار ويقول لهم ان كل إنسان يسئل عما عمله دون ما عمل غيره، قال له ايضاً { قل } لهم { يجمع بيننا ربنا } يوم القيامة { ثم يفتح بيننا } اي يحكم والفتح الحكم، والفتاح الحاكم بالحق، لا بالظلم { وهو الفتاح } أي الحاكم { العليم } بما يحكم به لا يخفى عليه شيء منه.
ثم قال { قل أروني الذين الحقتم به شركاء } تعبدونهم معه وتشركون بينهم في العبادة على وجه التوبيخ لهم في ما اعتقدوه من الاشراك مع الله، كما يقول القائل لمن أفسد عملا: ارني ما عملته توبيخاً له بما افسده، فانهم سيفتضحون بذلك إذا اشاروا إلى الاصنام والاوثان ويضمونها إلى الله ويشركون بينهما في العبادة فقال تعالى { كلا } ومعناه الردع والتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول وتنبهوا عن ضلالكم { بل هو الله } الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له { العزيز } يعني القادر الذي لا يغالب { الحكيم } في جميع افعاله. وقيل { العزيز } في انتقامه ممن كفر به { الحكيم } في تدبيره لخلقه، فكيف يكون له شريك في ملكه.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { وما أرسلناك } يا محمد بالرسالة التي حملناكها { إلا كافة } ومعناه ارسلناك إلى الخلق كافة بأجمعهم. وقيل: معناه إلا مانعاً لهم وكافاً لهم من الشرك ودخلت الهاء للمبالغة { للناس بشيراً } لهم بالجنة اي مبشراً بها { ونذيراً } أي مخوفاً بالنار { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } صدق قولك وإنك رسول اليهم، لتفريطهم في النظر في معجزك.
ثم حكى عن الكفار انهم يستبطؤن العذاب الذي يخوفهم به النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنون، فانهم كانوا يحذرونهم نزول العذاب عليهم { ويقولون متى هذا الوعد } الذي تعدونا به { إن كنتم صادقين } في ما تقولونه معاشر المؤمنين ثم امره ان يقول لهم في الجواب عن ذلك { قل لكم ميعاد يوم } ينزل عليكم ما وعدتم به من الثواب والعقاب { لا تستأخرون عنه ساعة } أي لا تؤخرون من ذلك اليوم لحظة { ولا تستقدمون } عليه، وهو يوم القيامة.