التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
٨١
-المائدة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قيل في معنى قوله { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم } مع العلم بأنهم لا يؤمنون بالنبي قولان:
أحدهما - قال الحسن ومجاهد أنه في المنافقين من اليهود.
الثاني - المراد بالنبي موسى (ع) ومنعى (لو) - ها هنا - النفي لايمانهم وإِن لم يكون حرف نفي لكنه خرج مخرج الحجاج الذي يدل على نفي الايمان. وانما معناه تعليق الثاني بالأول في أنه يجب بوجوبه، فاذا ظهر أن الثاني لم يجب دل على ان الأول لم يكن قد دخله معنى النفي من هذه الجهة.
فان قيل: إِذا كان المؤمن بالله لا يطلق عليه اسم مؤمن إلا وهو مؤمن بالنبي وبما أنزل اليه فلم ذكرا؟.
قلنا للدلالة على التفصيل لان تلك الصفة وان كانت دالة فانما تدل على طريق الجملة وقوله { ما اتخذوهم أولياء } يعني هؤلاء لو كانوا مؤمنين على الحقيقة لما اتخذوا المشركين أولياء و (ما) يجوز أن تكون جواب (لو) ولا يجوز أن تكون جواب (ان) لأن حرف الجزاء يعمل فيما قبله و (ما) لها صدر الكلام فلا يعمل فيها. وليس كذلك (لم) فلذلك لم يجز ان آتيني ما ضرك ويجوز ان آتيني لم يضرك، لانه يجوز أن تقول زيدا لم أضرب ولا يجوز أن تقول زيداً ما ضربت وقوله: { ولكن كثيراً منهم فاسقون } إِنما وصفهم بالفسق وإِن كان الكفر أعظم في باب الذم لامرين:
أحدهما إِن معناه خارجون عن أمر الله فهذا المعنى لا يظهر بصفة كافر.
والآخر ان الفاسق في كفره هو المتمرد فيه والكلام يدل على أنهم فاسقون في كفرهم أي خارجون الى التمرد فيه.