التفاسير

< >
عرض

وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨١
-الأنعام

التبيان الجامع لعلوم القرآن

في هذه الآية احتجاج من ابراهيم (ع) على قومه وتأكيد لما قدم من الحجاج لانه قال لهم: وكيف تلزمونني ان اخاف ما أشركتم به من الاوثان المخلوقة وقد تبين حالهم، وانهم لا يضرون ولا ينفعون، وانتم لا تخافون من هو القادر على الضرِّ والنفع بل تتجرؤن عليه وتتقدمون بين يديه بأن تجعلوا له شركاء في ملكه وتعبدونهم من دونه، فأي الفريقين احق بالامن: نحن المؤمنون الذين عرفنا الله بأدلته ووجهنا العبادة نحوه؟ ام أنتم المشركون بعبادته غيره من الاصنام والاوثان؟ ولو أطرحتم الميل والحمية والعصبية لما وجدتم لهذا الحجاج مدفعا.
وقوله { ما لم ينزل به سلطانا } أي حجة لان السلطان هو الحجة في اكثر القرآن، وذلك يدل على ان كل من قال قولا واعتقد مذهبا بغير حجة مبطل.
وقوله { إن كنتم تعلمون } معناه ان كنتم تستعملون عقولكم وعلومكم وتحكِّمونها على ما تهوونه وتميل اليه أنفسكم.
وفي الآية دلالة على فساد قول من يقول بالتقليد وتحريم النظر والحجاج، لان الله تعالى مدح ابراهيم لمحاجته لقومه وامر نبيه بالاقتداء به في ذلك فقال
{ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } . ثم قال بعد ذلك: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } اي بأدلتهم اقتده.