التفاسير

< >
عرض

إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُوۤاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِٱلسُّوۤءِ وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ
٢
لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٣
-الممتحنة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع { يفصل } بضم الياء وفتح الصاد وسكون الفاء خفيفة. وقرأ ابن عامر - بضم الياء وفتح الياء وتشديد الصاد وفتحها - على ما لم يسم فاعله، وقرأ حمزة والكسائي بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة. وقرأ عاصم ويعقوب وسهل بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد خفيفة: أربع قراءات، يقال: فصلت بين الشيء أفصله فصلا إذا ميزته، وفصلته تفصيلا، بمعنى واحد. فمن قرأ بفتح الياء أراد إن الله يفصل بينهم ويميز بعضهم عن بعض، ومن ضم الياء جعله لما لم يسم فاعله ومعلوم أن الله هو المفصل بينهم.
وقوله { إن يثقفوكم } معناه إن يصادفوكم هؤلاء الكفار الذين تسرون اليهم بالمودة، يقال: ثقفته أثقفه ثقفاً فأنا ثاقف، ومنه سمي ثقيف، ومنه المثاقفة، وهي طلب مصادفة العزة فى المسابقة، وما يجرى مجراها من المصادفة بالشطب ونحوه و { يكونوا لكم أعداء } أي يعادونكم ولا ينفعكم ما تلقون اليهم { ويبسطوا إليكم أيديهم } بما يقدرون عليه من الاذى والقتل، ويبسطوا { ألسنتهم } ايضاً { بالسوء } فيذكرونكم بكل ما تكرهونه وجميع ما يقدرون عليه من السوء ويحثون على قتالكم { وودوا } مع هذا كله { لو تكفرون } بالله كما كفروا وتجحدون كما جحدوا.
ثم قال { لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم } الذين جعلتموهم علة في القاء المودة اليهم والافشاء اليهم بسر النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة { والله يفصل بينكم } ذلك اليوم ويميز بعضكم عن بعض إذا كانوا كفاراً وكنتم مؤمنين { والله على كل شيء قدير } لا يتعذر عليه تمييز بعضكم عن بعض فيأمر بالمؤمنين إلى الجنة وبالكفار إلى النار