التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
١٥٨
-الأعراف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان يخاطب الخلق، ويقول لهم إني رسول الله أرسلني اليكم يعني إلى الناس أجمع { الذي له ملك السماوات والأرض } يعني ارسلنى اليكم الذي له التصرف في السماوات والارض من غير دافع، ولا منازع { لا إله } اي لا معبود { إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله } أمر من النبي صلى الله عليه وآله للخلق بأن يصدقوا بتوحيد الله ويقروا بنبوة النبي { الأمي الذي يؤمن } يعني يصدق بالله وكلماته، وأمرهم بأن يتبعوه ويرجعوا إلى طاعته لكي يهتدوا إلى الثواب والجنة.
و{ جميعاً } نصب على الحال من ضمير المخاطب الذي عمل حرف الاضافة فيه والعامل في الحال معنى الفعل في { رسوله } الا أنه لايتقدم على حرف الاضافة، لانه قد صار بمنزلة العامل.
وإنما وصفه بأنه يحيي ويميت لأنه لا يقدر على الاحياء إلا الله، ولاعلى الاماتة أيضاً سواه لانه لو قدر أحد على الاماتة لقدر على الاحياء، لأن من شأن القادر على الشيء أن يكون قادراً على ضده، وانما استعمل بمعنى لتهتدوا على الرجاء والطمع في الفوز به من العذاب.