التفاسير

< >
عرض

قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦١
-الأعراف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

في هذه الآية إِخبار عما أجابهم به نوح (ع) وقال لهم { ليس بي ضلالة } أي ليس بي عدول عن الحق، ويقال،: به ضلالة لأن فيه معنى عرض به كما يقال به جنة، ولا يجوز أن يقال: به معرفة، لأنها ليست مما تعرض بصاحبها، ولكن يصح أن يقال: به جوع، وبه عطش، لأنه عارض به.
قوله { يا قوم } أصله يا قومي، فحذفت ياء الاضافة لقوة النداء على التغيير، حتى يحذف للترخيم، فلما جاز أن يحذف في غيره للاجتزاء بالكسرة منها، لزم أن يحذف فيه لاجتماع السببين فيه.
وقوله { ولكني رسول من رب العالمين } معنى (لكن) والاستدراك الخفيفة يستدرك بها معنى المفرد. والمشددة يستدرك بها معنى الجملة، فلذلك صارت من أخوات (إِنَّ). { ولكني } أصله (ولكنني) وحذفت النون لاجتماع النونات، ويجوز الاتمام، لأنه الأصل، وكذلك (اني، وكأني) فأما (ليتني) فلا يجوز فيه الا اثبات النون، لأنه لم يعرض فيه علة الحذف. واما (لعلي) فيجوز فيه الوجهان، لأن اللام قريبة من النون.
ومعنى (من) - ها هنا - لابتداء الغاية، ومعناه أن الله تعالى هو الذي ابتدأني بالرسالة، وكل مبتدىء بفعل فذلك الفعل منه. وأصل (من) موضع ابتداء الغاية كقولك: خرجت من بغداد الى الكوفة أي ابتداء خروجي من بغداد.