التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٣
-الأنفال

التبيان الجامع لعلوم القرآن

معنى الآية ان الله تعالى اخبر انه لو علم فيهم. يعني هؤلاء الكافرين انهم يصلحون بما يورده عليهم من حججه وآياته لأسمعهم إياها ولم يخلف عنهم شيئاً منها وإن كان قد أزاح علتهم في التكليف بما نصب لهم من الأدلة الموصلة إلى الحق، ولكنهم لا يصلحون بل يتولون وهم معرضون.
وقال ابن جريج وابن زيد: لاسمعهم الحجج والمواعظ سماع تفهم.
وقال ابو علي: لاسمعهم كلام الموتى الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره.
وقال الزجاج: لاسمعهم جواب كل ما يسألون عنه.
والاعراض خلاف الاقبال وهو الانصراف بالوجه عن جهة الشيء والاقبال الانصراف بالوجه إلى جهته والاستماع إيجاد السماع بايجاده والتعريض له. فان الله تعالى يسمعهم بأن يوجد السماع لهم. والانسان يسمعهم بأن يعرضهم للسماع الذي يوجد لهم، هذا على مذهب من قال: إن الادراك معنى، ومن قال: انه ليس بمعنى، فمعنى الاسماع هو ان يوجد من كلامه الدال على ما يجب أن يسمعوه لكونهم أحياء لا آفة بهم في حواسهم.
وقال الزجاج المعنى { ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم } كلما يسألون عنه ولو اسمعهم كلما يخطر ببالهم لتولوا وهم معرضون. وقال الحسن: هو إخبار عن علمه كما قال
{ { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } }. وفي الآية دلالة على بطلان قول من يقول: يجوز ان يكون في مقدوره لطف لو فعله بالكافر لآمن.