التفاسير

< >
عرض

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ
٦٥
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله فأقسم، لأن اللام لام القسم بأنك يا محمد صلى الله عليه وآله إن سألت هؤلاء المنافقين عما تكلموا به { ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } قال الحسن وقتادة: هؤلاء قالوا في غزاة تبوك: أيرجو هذا الرجل ان يفتح قصور الشام وحصونها - هيهات هيهات - فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على ما قالوه، فلما سألهم النبي عن ذلك على وجه التأنيب لهم والتقبيح لفعلهم: لم طعنتم في الدين بالباطل والزور؟ فأجابوا بما لا عذر فيه بل هو وبال عليهم: بأنا كنا نخوض ونلعب. والخوض دخول القدم فيما كان مائعاً من الماء أو الطين هذا في الأصل ثم كثر حتى صار في كل دخول منه أذى وتلويث. واللعب فعل ما فيه سقوط المنزلة لتحصيل اللذة من غير مراعاة الحكمة كفعل الصبي، وقالوا: ملاعب الأسنة اي انه لشجاعته يقدم على الاسنة كفعل الصبي الذي لا يفكر في عاقبة امره. فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: { قل } لهم { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن } قال ابو علي: ذكر الاستهزاء ها هنا مجاز، لانه جعل الهزء بالمؤمنين وبآيات الله هزءاً بالله. والهزء ايهام امر على خلاف ما هو به استصغاراً لصاحبه.