التفاسير

< >
عرض

فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ
٧٧
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

بين الله تعالى أنه أعقب هؤلاء المنافقين ومعناه أورثهم وأداهم إلى نفاق في قلوبهم بخلهم بما آتاهم الله من فضله مع الاعراض عن أمر الله، وهو قول الحسن وقال مجاهد: معناه أعقبهم ذلك بحرمان التوبة كما حرم ابليس، وجعل ذلك إمارة ودلالة على أنهم لا يتوبون أبداً لأحد شيئين: من قال: اعقبهم بخلهم رد الضمير اليه. والمعنى يلقون جزاء بخلهم. ومن ذهب إلى ان الله أعقبهم رد الضمير إلى اسم الله.
وقوله { بما أخلفوا الله ما وعدوه } فالاخلاف نقض ما تقدم به العقد من وعد أو عزم وأصله الخلاف، لأنه فعل خلاف ما تقدم به العقد. والوعد متى كان بأمر واجب أو ندب أو أمر حسن قبح الاخلاف، وان كان الوعد وعداً بقبيح كان إخلافه حسناً. وقوله { وبما كانوا يكذبون } يقوي قول من قال: إن الضمير عائد إلى الله لأنه بين انه انما فعل ذلك جزاء على اخلافهم وعده وجزاء على ما كانوا يكذبون في اخبارهم عليه.