التفاسير

< >
عرض

وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ
١٠
-يس

تفسير صدر المتألهين

لأن الإيمان مرتبة من العلم بالمبدء والمعاد، والتقوى بموجبه، والزهد في الدنيا، والتجرد عن دار الأضداد، والرضا بقضاء الله، والتوكل عليه في كل المواد، وهي تفتقر إلى قريحة صافية وقّادة، وقلب خاشٍ خاضع لذكر الله، متشوّق إلى عبوديته، متواصل الفكر في طلب الحق، والوصول إلى دار القرار، ومنزل المصطفينَ الأخيار، فكيف يتصور هذه الأمور، من قلوب هي كالحجارة أو أشد قسوة، فلا ينجع فيهم الانذار، ولا ينفع لهم التعليم والتكرار، بل الإنذار والتعليم، إنما ينفع للقلوب الرقيقة اللطيفة الخاشية لله، الطالبة للحق، وتذكّر الآيات والمعارف كما قال:
{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } [يس:11].