التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
١٦
-يس

تفسير صدر المتألهين

لاَ عَلَى الوجه الذي فهمه الزمخشري ومن تبعه، وهو أن قوله: "ربُنا يعلم" جار مجرى القَسَم في التوكيد، كقولهم "شَهِدَ الله"، و "عَلِمَ الله"، لأن معنى الآية، دفع الشبهة العلمية المفصَّلة، فاستئناف الدعوى مقرونة بالقسم غير منجح، والبيان القَسَمي غير نافع في المقامات العلمية، التي لا يُتَوَصَل إليها إلاّ بالطمأنينة اليقينية، على أن احتمال التورية في القسم قائم، ثم اعتذاره، بأن هذا القَسَم، لَمّا كان مشفوعاً بالبيّنة الشاهدة، والآيات الواضحة، مستحسن، كما ترى.
وإنّما حمله على هذا التوجيه في الآية أمران: أحدهما: وجود الّلام للتأكيد في "مرسلون"، الثاني دون الأول. وثانيهما: المماثلة المعنوية بين قولهم "ربُنا يعلم" وقول الناس "شهِدَ الله"، و "علم الله"، الواقعيَنِ أحياناً في مقام القَسَمْ وكِلا الوجهين ضعيف كما لا يخفى.
وأيضاً لا على الوجه الذي فهمه أتباع الأشاعرة من قولهم: أن للفاعل المختار، أن يرجّح بعلمه وإرادته، بعض الأمور المتماثلة من غير مرجّح، لأن الألوهية إنما تتحقق، بأن يفعل ما يشاء ويختار ما يريد - أي من غير مخصّص -، قالوا: كما أن شأن الإرادة تخصيص أحد الطرفين المتساويين - كما في قَدَحَيْ عطشان وطريقَيْ هارِب - فكذا شأنها تخصيص احد المتساويين في الماهية ولوازمها من غير افتقار مُرجّح وداع، وذلك، لأن إثبات الفاعل المختار على هذا الوجه، مفسوخ الأصل مبرهن الفساد - كما حقق في مظانّه -، بل أن يكون المراد منه، أن الله تعالى بحسب عنايته الأزَلِية المتعلقة بنظام هذا النوع الإنساني، وعلمه الأزلي بمصلحة الكائنات، يهدي من يشاء من عباده، ويصطفي من الناس من يصلح للرسالة، لا لمجرّد اتفاق أو جزاف - تعالى عن ذلك عُلُوّاً كبيراً - بل بحسب اختلاف الأفراد في سبق الاستعداد، وصلوح القوابل والمواد، وتفاوتهم في اللطافة والكثافة، وصفاء القلب ونوريّة الفؤاد، وقِلّة الحُجُب وكَثْرتِها عن المبدء الجواد.
فإن الأرواح الأنسيّة، بحسب الفطرة الأولى والثانية، مختلفة في الصفاء والكدورة، والقوة والضعف، مترتبّة في درجات القُرْب من الله، وكذا المواد السفليّة بإزائها، متفاوتة تفاوتاً نوعياً أو صنفياً أو شخصيّاً، وقد قُدّر بإزاء كل مادة ما يناسبها من الروح، فَحَصَل من مجموعها استعدادات مناسبة لبعض العلوم والأخلاق، والصفات والكمالات، فأعظم السعادات لأجْودَ الاستعدادات، وأكملُ الكمالات لأِشْرَف الأرواح، وهي أرواح الأنبياء والأولياء (عليهم السلام)، في كل زمان، بحسب أوضاع كل وقت، وأشرفُ أرواحِ الأنبياء، روحُ خاتمهم وسيّدهم، سيّد الكل في الكل، (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَبعدَه طبقة أولياء أهل بيته الطاهرين، المستمرة سلسلتهم إلى زمان ظهور المهدي، وَلِيِّ آخر الزمان، صلوات الله عليه وآبائه أجمعين.
وإنّما وَجَبَ بلوغ الكمال في النوع، بحسب مَلَكَهِ العِلم والحال، إلى مرتبة النبوة بأمرين: عناية من الله، وحاجة من الخلق في بقائهم الدنيوي، وخلاصهم الأخروي، لِمَا ثَبَت أن الإنسان مدني بالطبع.
أما الأول: فمَنْ لم يُهمِل أخْمَصَ القدمين دون التصغير، مع قلّة نفعه، بل تكميلاً للزينة المستغنى عنها، ولم يَضَعْ تقويسَ الحاجبين، موتَّراً بوتَرَ أهداب العيون، وتسوية أشعارها مع حقارة فوائدها، فبأنْ لا يسوغُ الضنَّ بإفاضة النبوة على روح من الأرواح البشرية، مع كونه رحمة للعالمين كان أوْلى.
وأما الثاني: فَمَنْ نَظَر في العالم الصغير، الذي هو الهيكل الإنسي، متى لم يكن رئيس مطاع لقواه وأعضاءه يسويّ كل واحد منها على مكانه، ويدبّرُ لكل منها غذاء يناسبه، وقسطاً من الحرارة الغريزيّة والروح البخاري يلائمه، وغير ذلك من كميات مراتب الهضم والدفع، والنمو والتوليد، لخَرِبَ سريعاً، حيث أصبح كل منها مطاعاً مطيعاً، بل لا بد للكل من أمير واحد، ورئيس واحد، يدبّرها ويَسُوسُها، ولو كان المدبّر أكثر من واحد كان البدن كما قيل: "خانه به دو كدبانو نارفته بماند".
وإذا كان أمر العالم الصغير، لا يتمّ ولا يتمشّى دون قاهر أمير، فما ظنُّك بعالَم العناصر المَثار لآثار الفتن، المَكْمَن لأنواع المحن، بل لا بدّ للخلق من الهداية إلى كيفية المصالح، وجلب المساعي والمناهج، ووجود هادٍ للخلق مؤيَّد من عند الله، يأتمرون بأمره، وينزجرون بزجره
{ { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر:7].
فحاصل هذا الجواب عن شبهتهم، أن أفراد البشر وإن كانوا متماثلين بحسب معنى الإنسانية النوعية، إلاّ أن بعضهم اختص بكرامة آلهية، وعناية ربّانية، لأجل استحقاق خفي، وعصمة باطنية لا يعلمها إلاّ الله، فلا بد في العناية الأزليّة من بعثه وإرساله، وهو مفاد قولهم { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } مثل قوله تعالى:
{ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام:124]. وقوله: { { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } [الحج:75]. وقوله تعالى: { { ٱللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ } [آل عمران:179].
الوجه الثاني: في حل شُبهتهم ودفع حُجتهم، هو أن أفراد الإنسان، وإن كانت متماثلة في البشرية، إلاّ أنها متخالفة الحقيقة بحسب البواطن والأرواح، ونشوء الآخرة من نفوسها - وقد مرّ تحقيق ذلك في تفسير سورة آلم السجدة - والآيات الدالة على أن أرواح الإنسان محشورة يوم القيامة على صور متخالفة في الحقيقة، كثيرة.
وهذا مما يحتاج دَرْكُه، بعد قيام البرهان العقلي والنقلي عليه، إلى صفاء في القلب، وذَوْق شديد، وخوض عظيم في معرفة النفس، وكيفية اتحادها بالمعقولات، وتقلبها في الأطوار والنشآت، لينكشف أن أفراد الإنسان، وإن كانت متفقة في معنى نوعي، هو معنى الحيوان المدرِك للكليّات بالقوة، لكنها بعد صيرورة عقولها الهيولانية، متحدة بما تخرج به من القوّة إلى الفعل من الهيئات والملكات، تصير متخالفة الحقائق.
والنفس، وإن كانت أمراً صورياً في عالم الحس والشهادة، مقوماً للنوع الخاص البشري، الذي اجتمعت فيه أنواع الصور الحسية، الطبيعية والنباتية والحيوانية، إلاّ أنها في أول الفطرة، هي محض القوة والفاقة بالنسبة إلى عالم الغيب والنشأة الآخرة، نسبتها إلى الصور الغيبيّة التي فيها، نسبة الهيولى الأولى إلى الصور الحسِّية.
وكما أن الهيولى، واحدة نوعية، متماثلة في جميع الطبائع بحسب جوهريتها الأولى، متخالفة الجواهر، بانضمام الصور المقوِّية إيّاها جوهرية ثانية، فكذلك النفوس الإنسانية بحسب فطرتها الأولى، متماثلة متَّحدة النوع، وبحسب ما يخرج من القوة إلى الفعل، من الملكات والأخلاق الحاصلة لها، من تكرر الأعمال والأفعال، متكثرة الأنواع، يناسب كل نوع منها، لنوع من تلك الملكات والأخلاق، ولِحيوان غلب عليه ذلك الخلق، فَيُحشَر على صورته، لكونها على صفته.
فعدد الحيوانات الحاصلة من الإنسان في النشأة الثانية بحسب النوعية، أكثر من عدد أنواع الحيوانات في هذا العالم، لأنه سيظهر منها في القيامة أقسام من الحيوانات، لم يُعْهَد مثلها في هذه الدار، لحصولها بالمسخ الحاصل لبعض النفوس، من امتزاج أوصاف حيوانات متعددة، اجتمعت في باطنها، ورَسَخت بكثرة الأعمال المؤدّية إليها بطول الزمان، أو بشدة التعلق من تلك النفوس، بفنون دواعي تلك الحيوانات، وأغراضها ومقاصدها، فحُشِرَت هي في القيامة، على صورة تَحْسُنُ عندها القِرَدَةُ والخنازير - كما ورد في الحديث عن رسول الله - (صلى الله عليه وآله وسلم).
والتناسخ بهذا المعنى ثابت عند أئمة الكشف والشهود، مصرَّح به في مواضع من الكتاب والحديث، وعلى هذا المعنى، يحمل كلام أساطين الحكماء المتقدمين، القائلين بالنَّقل، لا على تعلّق النفْس من بدن عنصري إلى بدن آخر، لنهوض البرهان القطعي، من العَرْشِيّات التي ألهمني الله تعالى بها بفضله وكَرَمه، على استحالته، وقد أوردناه في كتاب المبدء والمعاد، وأولئك الأقدمون، أجل شأناً من أن يغفلوا عن مفسدة القول بالتناسخ، بل مقصودهم يوافق شريعتنا المصطفوية - على الصادع بها وآله أجزل الصلاة والتحية -.
والحاصل، أن الإنسان بحسب الأعمال والأفعال، والأفكار والنيات المستنتجة لحصول الأخلاق والملكات، يصير إمّا من جملة الملائكة، أو الشياطين أو الحيوانات المنتكسة الرؤوس إلى جهة السفل، ولكل من هذه الأجناس الثلاثة، أنواع كثيرة، يمكن أن يصير إليها أفراد الإنسان، بحكم المناسبة، ويُحشَر في زمرتها، بمقتضى الميل والمحبة، ولهذا المعنى، قيل للإنسان، إنه "باب الأبواب" كما نُقِلَ عن حكماء الفرس.
فإذا تقرر هذا فنقول: أرواح الأنبياء والأولياء - سلام الله عليهم وتقديساته -، بمنزلة الملائكة المقرّبين، أي الكروبين الواقعين في الصف الأول من صفوف الملائكة، ومِن بينهم نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، بمنزلة العقل الأول، وقد ذَكَرْنا في تفسيرنا لآية الكرسي، كونَ المراد من الحديث المتّفق عليه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
"أول ما خلق الله العقل" ، هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتمام ما ذكر فيه من "الإقْبال والإدْبار، وَبِكَ آخذ وَبِكَ أُعطي وَبِكَ أُثِيبُ وَبِكَ أُعاقِبْ" شَرْحٌ لأحواله (صلى الله عليه وآله وسلم)، منطبق عليه، صادق في حقه.
ثم كل طبقة من طبقات العرفاء والعلماء والصلحاء، بمنزلة طبقة من طبقات الملائكة، وَصَفٍّ من صفوفهم الواقعة بعد الصف الأول، محشورة معها، وعوامُّ أهل الإيمان، بمنزلة عَوامّ الملائكة.
ونفوس المنافقين، من أهل المكر والوسوسة والحيلة والجربزة، تُحشَر في القيامة مع الشياطين لقوله تعالى:
{ { لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ } [مريم:68]. ونفوس أهل الدنيا - الغالب عليها حب الشهوات، من النساء والبنين، والقناطير المُقَنْطَرَةِ من الذهب والفضة، وحب الرياسة، من الخيل المُسوَّمة والأنعام والْحَرْث - تحشر مع الأنعام والدواب.
فإذا كان التخالف بين أفراد الإنسان، بهذه المثابة من التخالف الجنسي - فضلاً عن النوعي -، فكيف يدّعي أحد، أن نفس النبي (صلى الله عليه وآله)، كنفوس عوام الناس؟ وقال (صلى الله عليه وآله):
"لستُ كأحدكم، أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" ، والله سبحانه قد كفّر من ذَهَبَ إلى مماثلة النبي مع سائر الناس، وقال ببشريته، لقوله تعالى: { { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ } [التغابن:6] وأما قوله: { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [الكهف:110]، فهو مماثلة بحسب النشأة الحسّية، والإشتراك في الجسمية المشتركة.
فالمماثلة التي ادّعاها المنكرون للنبوة، المتمسكون بهذه الشبهة، إن ادّعوها بحسب المادة البدنية المشتركة، فالجواب، بعد تسليم هذه المقدمة، أن اختصاص النبوة ببعض الأفراد، إنما يكون بكرامة لاحقة، وفضيلة فائضة من الله، على حسب صفاء القابل ولطافة المحل، فلا يلزم تخصيص بلا مُخَصِّص أصلاً، كما مرّ في الوجه الأول. وإن ادعَوْها بحسب الأرواح والبواطن، فالممثالة ممنوعة، بل الثابت المحقّق خلافه، كما مرّ في الوجه الآخر، فالشبهة من أصلها منقلعة منحسمة.
وللمتأمل أن يفهم من هذه الآية، إشعاراً لطيفاً بالوجه الثاني، من وجهي الجواب عن شبهة المنكرين لرسالة الرُّسُل الثلاثة - على نبينا وآله وعليهم السلام - بأن يكون المراد، أن جهة المخالفة النوعية الحاصلة بيننا وبينكم، ليست مِمّا يمكن أن تصل إلى إدراكه أفهامكم وافهام أمثالكم، لأنه أمر خفي، لا يعلمه إلاّ الله، ولا يمكن الوصول إلى دركه إلاّ بإلهام الله، وتعليمه مَن اختاره من عباده للهداية، لأن صفة النبوة والولاية، أمر باطني، ونور عقلي، يحصل من الله تعالى، ويُقذّفُ منه في قلب مَن يشاء من عباده وأوليائه، وإذا تنوّر الباطن بذلك النور، خرج عمّا كان عليه، وانقلب نفسه عقلاً مستفاداً، ونارُه نوراً مضيئاً في المعاد.
وفي القرآن آيات كثيرة، وإشارات بليغة، وتلميحات لطيفة، دالة على أن أرواح المؤمنين، مخالفة في الحقيقة لنفوس الكَفَرة والمنافقين، وعلى أن أرواح الأنبياء، جواهرها مخالفة لأرواح غيرهم، وأن روح خاتم الأنبياء - (عليه وآله الصلاة والسلام) من الملك الأعلى - فوق الجميع.
ولا يتوهَّمَنَّ أن قوله تعالى:
{ { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [الكهف:110]، ينافي ما ادَّعيناه، من مخالفة حقيقة الرسول (صلى الله عليه وآله) لعامَّة الناس، لِما دَرَيْتَ، أن الاشتراك والمماثلة بحسب البشرية، التي هي متّفقة المعنى بين الناس، والمخافة بحسب الباطن ومقام العِنْدِيَّة، وعلى هذين المقامَين، يتوزّع كل ما ورد في الاتفاق والإختلاف له مع عامّة العباد.
فكل ما كان من قبيل قوله تعالى:
{ { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [الكهف:110]، كان المراد به الإشارة إلى مقام البشرية والنزول في هذه الدار، وكذلك قوله تعالى: { { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } [الأنعام:50]. { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ } [الأعراف:188] وقوله: { { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } [الإسراء:93]، وقوله: { { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } [الجمعة:2]، وقوله: { { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } [التوبة:128]، وقوله (صلى الله عليه وآله): "اني ابن امرأة كانت تأكل القديد" .
وكل ما كان من قبيل قوله: { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [النساء:80]. وقوله: { { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ } [آل عمران:31]. وقوله: { { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107]، وقوله: { نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } [المائدة:15]، كانَ المرادُ بِهِ باطنه بحسب مقامه المحمود الموعود له في قوله: { { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء:79].
اللهم اجعلنا من التابعين له، الواردين معه، ومن أهل بيته المقدّسين الحوض، المحشورين معهم، الواقفين تحتَ لوائهم.