التفاسير

< >
عرض

وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ
٢
-يس

تفسير صدر المتألهين

المُحكَم عن الباطل والتحريف، أو: ذي الحكمة، لما فيه من الآيات الدالات على العلوم الربوبيات. وفيه سر آخر، وهو أن يكون المراد به عقل الرسول، الذي فيه صور معلومات الأشياء وحقائقها، كما في اللوح المحفوظ، وهو الذكر الحكيم، وقد وقع الإصطلاح من أقوام، على تسمية العقل الذي فيه مبدء تفاصيل المعقولات: "عقلاً قرآنياً". وعلى تسمية العقل الذي فيه مبدء تفاصيل المعقولات: "عقلاً قرآنياً". وعلى تسمية النفس التي استمدت منه في حضور تلك التفاصيل: "عقلاً فرقانياً". فعلى هذا يكون هذا القسم من قبيل "لَعَمْرُكَ".
ومما يؤكد هذا المطلب، أن كل ما ظهر من الآثار الصادرة من الله في مظهر خاص، بحسب ما يوجد فيه من ملكة قائمة، أو صفة راسخة، أو اتصال قوي بالمبدء الفعّال، فهو إنما كان من حقيقة ذلك المظهر، فالقرآن بحسب الذات والماهية. كان خُلُقَ الرسول، وهذا أمر اتَّفقَتْ عليه أذواق أهل الله.