التفاسير

< >
عرض

إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ
٢٥
-يس

تفسير صدر المتألهين

يريد: فاسمعوا قولي وأطيعوني، فقد نبّهتكم على الصحيح الذي لا معدل عنه، أن العبادة لا تصح إلاّ لمن منه مبتدؤكم وإليه مرجعكم".
وفيه بُعْدٌ، والأرجح أن يكون هذا الكلام منه مع الرسل، إظهاراً لعقيدة قلبه، وإعلاناً بكلمة التوحيد، واشهاداً لهم على صحة إيمانه، أي اسمعوا ذلك مني حتى تشهدوا لي به عند الله.
ويعتضد هذا، بما نقل انه لما نصح قومه أخذوا يرجمونه، فأسرع نحو الرسل قبل أن يُقْتَل، فقال لهم: { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } عن ابن مسعود قال: ثم أن قومه لما سمعوا ذلك القول منه، وطئوه بأرجلهم حتى مات، فأدخله الله الجنة، وهو حي فيها يرزق، أراد مثل قوله تعالى:
{ { بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]. وإلى ذلك أشار تعالى:
{ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ } [يس:26].