التفاسير

< >
عرض

وَحُورٌ عِينٌ
٢٢
كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ
٢٣
-الواقعة

تفسير صدر المتألهين

قُرئ بالرفع، إمّا على تقدير: "وَفيها حورُ عين". أو على العطف على "وِلدان". وبالجرّ: إمّا عطفا على "جنّاتِ النعيم"، أو "أكوابٍ". وبالنصب على تقدير: "ويؤتون حوراً عين"، أي: ذوات نفسانيّة نوريّة من النفوس الواقعة تحت مراقبتهم العقلية، في مقام تجلّيات الجمال وسرادقات الجلال، وفي مجال مشاهداتهم الصفات في روضات القدس وحضرة الأسماء، لأنّ نسبة النفس إلى العقل المكمّل لها بالإفاضة والتشويق. نسبةُ حوّاء إلى آدم.
وإنّما وُصفت بالعِين، لأنّ ذواتها كلّها عيون لا يمدّون طرفا عنها، كما في قوله:
{ { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ } [الصافات:48]. وذلك لفرط محبتهن وعشقهن لهم، لأنّهم هم المعاشيق، لأنّ الحبّ من لوازم الوجود لأنّه خير محض، وكلّ خير محبوب مؤثر إذا ابرئ من الشرور، وكلّما هو عقل بالفعل فهو وجود بريء عن الشرّ، طاهر عن دنس الآفات والنقايص، فيكون معشوقاً بالفعل - عَشِقَه غيرُه أم لا -، كما هو معقول بالفعل - عَقَله غيره أم لا.