التفاسير

< >
عرض

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ
٣
-الواقعة

تفسير صدر المتألهين

إمّا صفتان بعد الصفة، أو خبران لمبتدأ محذوف، أي: هي خافضة تخفض أقواماً، ورافعة ترفع آخرين، بمعنى أنّ الأشقياء المدبرين يهبطون وينحطّون فيها إلى الدركات الهاوية، والسعداء المقبلين يصعدون فيها إلى الدرجات العالية.
وهذا أمر متحقّق الوقوع، كما تدّل عليه الآيتان بصيغة اسم الفاعل الدالّة على الثبات والدوام، فما من نفس ما دامت في الدنيا إلاّ وهي إمّا في الصعود أو الهبوط بحسب النشأة الثانية من جهة أعمالها الحسنة أو السيّئة، لكن ظهور هذه الأحوال، وكشف الأغطية عنها لجميع الخلايق، يتوقّف على قيام القيامة العظمى بموت الكلّ، وظهورها لكلّ واحد بخصوصه موقوف على القيامة الصغرى بموته.