التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ
٥٦
-الواقعة

تفسير صدر المتألهين

إعلم أنّ كلّ ما يأكله ويشربه أهل النار من أطعمة الدنيا وأشربتها فيصير زقٌّوماً وحميماً بحسب العاقبة، وهذا أمر مشهود لأهل الكشف والشهود، لأنّ كل ما يرِدُ إلى باطن الإنسان، يرتفع منه أثر إلى نفسه ويؤثّر فيها بحسب نيّاته واعتقاداته في الخير والشرّ. والنُزُل: ما يعدّ للنازل تكرمة له، فالله سبحانه أشار إلى مآل ما يتنّعمون به في الدنيا بقوله: هذا - أي الزقّوم والحميم - نُزُلُهُمْ الدنيويّ وعاقبته في يوم الدين، وعلى هذا لا يكون الظرف معلّقاً بقوله: "نُزُلُهم" فلا يكون فيه تهكّم بهم.
ويحتمل أن يكون المراد: إنّ هذا الحميم والزقّوم بصورتيهما الأخرويّتين نزُلهم في الآخرة، كما أنّهما بصورتيهما الدنيويتين نُزُلهم في الدنيا، فيكون الظرف متعلّقا به، وعلى هذا، ففيه تهكّم كما في قوله:
{ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [آل عمران:21] وقرئ: نُزْلهم - بالتسكين -.