التفاسير

< >
عرض

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ
٥٧
-الواقعة

تفسير صدر المتألهين

"لُولا" كَهَلاّ، كلمة تحضيض، أي: نحن أوجدناكم أوّلاً من غير مثال وحركة وإرادة زايدة وداعٍ فهلاّ تصدّقون به، ولولا تعلمون كيفيّة الإيجاد حتّى تعلموا منها كيفيّة الإعادة، فإنّ من قدر على خلقكم في هذه النشأة الدنيويّة من غير مثال، أقدر على انشائكم في نشأة أخرى من غير مثال { { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [الأعراف:29].
والمنكرون للبعث، وإن كانوا بزعمهم مصدّقين بالخلق والإيجاد، لكن لا يعلمون تحقيقه على وجهه، ولا كيفيّة ارتباط الموجودات به بوجه حتّى يعلموا النشأة الثانية الباقية، وإلاّ لم يشكوا فيها فكأنّهم مكذِّبون بالخَلْق.
ويحتمل أن يكون التحضيض على البحث، أي: لمّا علمتم بالخلق فهلاّ تُصدّقون بامكان البعث، لأنّ من خلَق أوّلاً لا يمتنع عليه أن يخلق ثانياً، كما في قوله:
{ { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } [الواقعة:62].