التفاسير

< >
عرض

سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ
٦
إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
٧
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
٨
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
-الأعلى

تفسير صدر المتألهين

إعلم أنّ هذا المطلوب يتوقّف على معرفة مقاصد ثلاثة:
الأوّل: صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذاته وصفاته وجوهره.
والثاني: كيفيّة تكميل الناقصين منه.
والثالث: اختلاف الناس في قبول هذا الكمال منه.
أمّا الأول: فاعلم أنّ النبي - من حيث هو نبيّ - إنّما تتحقّق نبوّته بكمال وشرف يتعلّق بنفسه وروحه، لا بقوّة وحشمة تتعلّق ببدنه وجسمه، وكمال النفس يكون بوجهين:
أحدهما: توجّهه إلى الحقّ وهو الذي يعبّر عنه بالقوّة النظريّة، وهو ما يكون كمالاً لها بحسب هويّتها وذاتها، وعند رجوعها إلى باريها وعودها إلى عالمها ونشأتها.
والثاني: توجّهه إلى الخلق الذي يعبّر عنه بالقوّة العمليّة، وهو ما يكون كمالاً لها بحسب نسبتها إلى أمور خارجة عنها، بتأثيرها فيها وعدم انفعالها عمّا دونها، وبتكميلها وإمداداها ونفعها فيما سواها، وعدم قبول النقص والآفة والشرّ من أضدادها وأعدائها، فنفس النبيّ - لكونه متوسّطا بين الحقّ والخلق - لا بدّ وأن تكون كاملة في هاتين القوّتين جميعاً، وإن كان الكمال الحقيقي والقرب من الحقّ يمكن أن يتحقّق بمجرّد استكمال القوّة العقليّة مع التوسّط في العمليّة كبعض أولياء الله المقرّبين.
وأمّا الكاملين في العمل - دون العلم -، فهم ليسوا من الكاملين في الحقيقة، بل لهم نوع نجاة وصلاح حال في الآخرة، وليس لهم رتبة النبوّة والخلافة عندنا - خلافاً لجماعة من المتكلّمين - حيث لم يشترطوا إلاّ العلم بما يتعلّق بالأحكام والسياسة الجمعيّة، والحكومات الفصليّة في الخصومات، وسائر ما يتعلّق بحفظ الحياة الدنيويّة، وذلك لذهولهم عن أنّ الغرض الأصلي من بعثة الأنبياء، وإنزال الكتب السماويّة والصحف الملكوتيّة، سياقة الخلق إلى جوار رحمة الله وجوده، بتعليمهم طريق المعرفة لتتنوّر ذواتهم، وتصير مناسبة للعالَم الآخر، والغرض من تعيّش الإنسان مدّة أمهله الله تعالى فيها، هو تحصيله زاداً للآخرة بالعلم بحقائق الأمور، بشرط قطع علائقه وعوائقه عن عالَم الغرور بالتقوى.
فالبتقوى يحصل الخلاص والنجاة، وبالعلم يحصل القرب والمنزلة عند الله، والمتوسّط بينه وبيننا لا بدّ وأن يكون كاملاً في العلوم الحقيقيّة، بإلهام الحقّ تعالى بوساطة بعض الملائكة العقليّة لا بالتعلّم، وإلاّ لم يكن متوسّطا بين الحقّ والخلق، بل بين الخلق والخلق، فلم يكن ما فرضناه نبيّاً نبيّاً - هذا خلف -.
ولا بدّ أن يكون كاملاً فيما يتعلّق بالأحكام والسياسات الدينيّة مؤيّداً بالمعجزات الظاهرة لتكون دعوته للخلق مسموعة لهم خوفاً من سطوته وسياسته، وإلاّ فالجحود والإنكار والاستنكار عن سماع الحقّ، والاشتغال بطلب الشهوات غالب على أكثر الخلق، فلا يمكن إيصال المعاني اللطيفة إلى قلوبهم إلاّ بعد أن تلين قلوبهم ويسكن انكارهم ويزول استكبارهم.
فثبت أنّ النبي لا بدّ وأن يكون كاملاً في القوّتين: العقل والعمل، قويّاً في النشأتين: الأخذ من الحقّ والتبليغ إلى الخلق.
ولمّا ثبت بالبرهان أنّ القوّة العاقلة وكمالها أشرف من القوّة العاملة وكمالها، لا جرم وجب تقديم العاقلة من جهة شرفها في الذكر على العاملة، وإليه وقعت الإشارة بقوله: { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } - والمعنى أنّه سبحانه بشّره بإعطاء قوّة ملكوتيّة ونور عقلانيّ يتقوّى بهما جوهر روحه ويكمل بحيث يصير نفسا قدسيّة ونوراً شعشعانيّا مشرِقا بالعلوم الحقيقيّة والمعارف الإلهيّة، ويصير بحيث إذا عرف شيئا لا ينساه، ويكاد زيت نفسه الناطقة يضيء بنور عقله المستفاد من الجوهر المفارق العقلاني الذي هو نار معنويّة من نور الله، ولو لم تمسسه نار التعليم البشري.
وهذا هو الذي فهمناه من قوله تعالى: { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } - لما روي أنِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعجِّل بالقراءة إذا لقنه جبرئيل (ع)، فقيل له: لا تعجل، فإنّ جبرئيل مأمور بأن يقرأ عليك قراءة مكرّرة، إلى أن تحفظه ثمّ لا تنساه.
وقوله تعالى: { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } - قيل: الغرض منه نفي النسيان رأساً كما يقول الرجل لصاحبه: أنت سهمي فيما أملك إلاّ فيما شاء الله، ولا يقصد استثناء شيء. وهو من استعمال القلّة مكان النفي.
وقيل: قوله: فَلاَ تَنْسَى - على النهي، والألف مزيدة للفاصلة، يعني فلا تغفل قراءته وتكريره فتنساه إلاّ ما شاء الله أن ينسيكه بنسخه، من رفع حكمه وتلاوته. وعلى هذا فالإنْساء نوع من النسخ.
وقيل: إنّ جوهر النفس الإنسانيّة ما دامت في هذه النشأة الظلمانيّة الهيولانيّة لا تصير عقلاً صرفاً لا يكون فيه ما بالقوّة، فلا جرم قد يلحقها فتور في قدرتها وضعف في حفظها وإمساكها للمعقولات.
وأقول: يمكن أن يقال: إنّ المعقولات التي هي بمنزلة الدعائم والأصول في المعارف الإلهيّة، كانت بحيث لا يتطرّق إليها الغفلة والنسيان عنها في نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي التي لم يجز النسخ في حكمها، ولا الخلاف بين ملل الأنبياء (ع) بحسبها، وأمّا ما لم تكن بهذه المثابة، فهي المعقولات التي بمنزلة الفروع والفضول، فيجوز فيها الإهمال والنسيان والاختلاف في ثبتها ونسخها بحسب اختلاف الأزمنة وأحوال الأمم.
وأمّا قوله تعالى: { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } فهو إشارة إلى إثبات العلم له تعالى والتخلص من ذميمة الجهل والنقص.
وبيانه: أنّه لمّا وعد نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يجعل جوهر نفسه الشريف عالِماً بحقائق المعلومات، متّصفاً بالعلوم الحقّة المطابقة لما هي عليها في الواقع، محيطاً بها، وقد حقّق في الصنايع الكليّة والمقامات العقليّة، انّ المؤثّر في كلّ كمال وجمال للموجود - بما هو موجود - لا بدّ وأن يكون كماله وجماله أقوى وأجلّ ممّا في الأثر، والعلم لا شبهة في كونه كمالاً للموجود من غير أن يلزم فيه تجسّم أو تركّب، فإذا وجد وتحقّق في الخلق، فلا بدّ وأن يتحقّق في الخالق بوجه أعلى وأشرف.
فلولا كون الباري سبحانه عالِماً بالمعلومات كلّها، لما قدر على جعل روح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مُبَرّأ عن السهو والنسيان، مقدّساً عن الجهل والنقصان.
وقد ثبت في العلوم الحقيقيّة، أنّ كلّ من كمل في العلم الحقيقي لا بدّ وأن يكون كاملاً في جميع الصفات الكماليّة للموجود بما هو موجود، مبّرأً عن جميع النقائص التي بأزائها، فيعلم من هذا أنّ الباري منزّه عن جميع النقائص - فسبحان من تقدّست كبرياؤه وتعظّمت الاؤه -.
وفي الكشّاف: يعني أنّك تجهر بالقراءة مع قراءة جبرئيل (ع) مخافة التفلّت، والله يعلم جهرك معه، وما في نفسك ممّا يدعوك إلى الجهر، فلا تغفل فأنا أكفيك ما تخافه، أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم، وما ظهر وما بطن من أحوالكم، وما هو مصلحة لكم في دينكم ومفسدة، فينسي من الوحي ما يشاء، ويترك محفوظاً ما يشاء.
وأقول: كلا الوجهين لا يخلو عن بُعد، والأوْلى المصير إلى ما ذكرناه.
وأمّا الإشارة إلى تكميل نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القوّة العمليّة، وبحسب نسبته إلى الخلق، فهو المراد في قوله: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - لانّ معناه ونوفّقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل، ووجه ذلك: أنّ الناس كلّهم مشتركون في أصل القدرة على الفعل الحسَن والفعل القبيح، والعفّة والفجور، والورع والفسوق، إلاّ أنّ من الإنسان من يكون وجه تحصيل الملكات الفاضلة عليه أسهل، وطبعه عن الصفات الرذيلة أميَل، ونفسه على سلوك طريق الخير والسعادة أقدَر، والاجتناب عن طريق الشرّ والشقاوة عليه أيسر، لكونه شريف النفس نجيب الطبع.
وهذه السهولة في الطبع عبارة عن الصفة المسمّاة بالخُلُق، فمن كان سعيداً لطيف الذات شريف النفس طاهراً زكيّا نقيّا، كانت نفسه سهلة القبول للسعادات، يسيرة التفهّم لوجوه الخير في الأعمال والأفعال، سريعة الانقياد لطاعة الحقّ، شديدة الانفعال عن المبدأ الفعّال، قوية الاتّصال بالواهب الفيّاض المتعال، فلا محالة يكون بما استفاض وتعلّم من الجنبة العالية من الخيرات والعلوم والكمالات، مفيضاً على بني نوعه، ومعلِّما لقومه، وهادياً ومرشداً لمَن دونه من أمّته، فقوله تعالى: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - إشارة إلى هذه الدرجة، كما أنّ قوله تعالى:
{ { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4] إشعار باستحقاق نبيّنا بحسب خاصيّة ذاته، وقوّة نفسه، وصفاء فطرته، وتنوّر عقله، مرتبة النبوّة والرسالة.
فقد وقعت الإشارة إلى اتّصاف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمجموع الكمالين اللذين لا بدّ للنبيّ - من حيث هو نبيٌّ - أن يجتمعا فيه، وأشير أوّلاً إلى كمال القوّة النظريّة التي بحسب حاقّ جوهر نفسه، ثمّ إلى كمال القوّة العمليّة بحسب نسبته إلى غيره وتدبيره لما دونه، فقوله: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - معطوف على قوله: { سَنُقْرِئُكَ } - وقوله: { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } - اعتراض.
وقيل: المراد من اليسرى: الشريعة السمحة التي هي أيسر الشرايع وأسهلها مأخذاً.
وقيل: نوفّقك لعمل الجنّة. وهذين الوجهين مرجعهما إلى ما ذكرنا - فتأمّل فيه -.
وأمّا المقصد الثاني من النبوّة، فهو الاشتغال بدعوة الخلق إلى طريق الحقّ. وسياقهم إلى جوار الله وعالَم الملكوت.
وقد أشرنا إلى أن من كان كاملاً في مجموع القوّة النظريّة والقوّة العملية في الغاية، بحيث يقدر على تكميل غيره فهو النبي، وإن لم يكن كاملاً في المجموع بل في النظريّة فقط، مستغرقاً في شهود جمال الحقّ وجلاله، بحيث لا يسعه الاشتغال عنه إلى ذاته المستنيرة بنور الله - فضلاً عمّا هو خارج عنه وعن مولاه - فهو الوليّ الكامل والفاني المضمحل.
ومقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلى من مقام الوليّ المحض مجرّداً عن الرسالة، لأنّ الكمال الملطق إنّما يتحقّق بأن يكون الشيء تامّا وفوق التمام، وضيق الصدر عن أحد الجانبين - وهو جانب الخلق - مع سعته لجانب الحقّ، نوع قصور، والكامل المطلق من كان جالساً في الحدّ المشترك بين عالَم الأمر وعالَم الخلق، واسعاً صدره الخلق والحقّ، ويكون تارة مع الله بالعبوديّة والحب له، وتارة مع الخلق بالشفقة والرحمة عليهم، فإذا رجع من ربّه إلى الخلق صار كواحد منهم كأنّه لا يعرف الحقّ، وإذا خلا بربّه مشتغلاً بذكره وخدمته، فكأنّه لا يعرف الخلق، فهذا سبيل المرسلين والصِدّيقين.
فلمّا حصل تمام نفس النبيّ بحسب كمال الجانبين وتمام القوّتين: - العمليّة والعلميّة -، وجب أن يصير فوق التمام بإفاضة الكمالات على الناقصين، وإشراق الأنوار على وجوه المستعدّين، وذلك هو دعوة العباد إلى طاعة المبدأ والمعاد، وسياقتهم إلى سبيل النجاة من آفة النقص، والوصول إلى منبع الحياة - وهي المسمّاة بالرسالة -، وملاكها التذكير والتعليم المشار إليه بقوله: "فَذَكّرْ" - وهو أمر، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مأمور من الله تعالى بفعل الرسالة، أي تكميل الناقصين على قدر استعدادهم، وتعليمهم على قدر قوّتهم وطاقتهم لدرك العلوم الحقيقيّة.
وأكثر الخلق لا يدرك الحقائق الكليّة وأصول الموجودات إلاّ على سبيل التمثيل والتشبيه، والأنبياء مأمورون بدعوة الخلق والتكلّم معهم على مبلغ عقولهم، لقوله:
"نحن معاشر الأنبياء أُمِرنا أن نُكلّم الناس على قدْر عقولهم" .
وعقول أكثر الناس بمنزلة الخيال والوهم، ولذلك كان تعليمهم الحقائق الإيمانيّة، على رتبة التمثيلات التي تناسب طبائعهم الغليظة، خصوصاً الأعراب والبدويّين -، وربما بلغ بعضهم في الغباوة والبلادة حيث لا ينجع معهم نصح ولا ينفع فيهم وعظ، وخوطب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لأجلهم بقوله تعالى: { { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص:56] وبقوله: { { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } [النمل:80].
فقوله سبحانه: { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } - وإن كان بحسب الظاهر شرطاً للتذكير، لكن ليس الغرض منه أنّ تذكيره (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاهم مشترط بالنفع، بل الرسول مأمور بالوعظ والتذكير مطلقا - سواء نفع أو لم ينفع -، كما أنّ الشمس من شأنها الإضاءة والتنوير، سواء قبلت الأجسام التي تحاذيها أم لم تقبل، فنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إفاضة الأنوار العلميّة على النفوس بمنزلة الشمس في إفاضتها الأنوار الحسيّة على الأجسام المختلفة الاستعداد لقبول النور، ونفوس الناس بعضها بمنزلة القمر، وبعضها بمنزلة الأجسام المستنيرة كالمرايا الصقلية، وبعضها بمنزلة الأجسام المظلمة الكدرة، بل الغرض منه الإشعار بغباوة بعض النفوس وتعصّيهم عن إدراك الحقائق، والإخبار عن غلظة طبائعهم وجمود قرايحهم، والاستبعاد لتأثير الذكرى فيهم، والتسجيل على قلوبهم بالطبع والرَّين، كما تقول للواعظ: "عِظ فلانا إن سمع منك الوعظ وقبِل النصيحة". قاصداً بهذا الشرط مجرّد الاستبعاد لذلك، وأنّه لن يتحقّق، لا غيره.
فظهر من هذه المباحث، أنّ الله تعالى، كما يعلم الكليّات والعقليّات، يعلم الجزئيّات والحسيّات، وكما يعلم الجهريّات النوريّة العقليّة، يعلم الخفيّات الظلمانيّة الحسيّة. وكما أنّه واقف بأسرار القلوب ومطّلع على ضمائر العقول، كذلك هو بصر بأعمال العباد. سميع بأقوال خلْقه في البلاد.
فسبحان الذي لا يجري شيء في ملكه وملكوته إلاّ بقضائه وقدره، وسبحان من تقدَّسْت ذاته عن أن يغفل عن ما يفعل عباده من خيره وشرّه ونفعه وضرّه.