التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٩٣
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
٩٤
وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٩٥
-يونس

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (93) وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَآئِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } منزلاً صالحاً مرضيّاً وهو الشّام ومصر.
القميّ ردّهم إلى مصر وغرق فرعون { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } من اللذائذ { فَمَا اخْتَلَفُواْ } في أمر دينهم وما تشعبوا شعباً { حَتَّى جَآءَهُمُ الْعِلْمُ } بدين الحقّ وقرؤا التوراة وعلموا أحكامها أو في أمر محمّد صلَّى الله عليه وآله وسلم إلاّ من بعد ما علموا صدقه بنعوته وتظافر معجزاته { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيميّز المحقّ من المبطِل بالإِنجاءِ والإِهلاك.
{ (94) فَإِن كُنْتَ فِي شَكٍّ مِّمِّآ أَنْزَلْنَا إلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }.
{ (95) وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.
في العلل والعياشي عن الهادي عليه السلام أنّه سأله أخوه موسى عن هذه الآية حين كتب إليه يحيى بن أكثم يسأله عن مسائل فيها أخبرني من المخاطب بالآية فان كان المخاطبُ به النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وليس قد شكّ فيما أنزل الله وان كانَ المخاطب به غيره فعلى غيره اذن أنزل الكتاب قال موسى فسألت أخي عليّ بن محمّد عليهم السلام عن ذلك فقال المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في شكّ ممّا أنزل الله ولكن قالت الجهلة كيف لا يبعث إلينا نبيّاً من الملائكة ليفرّق بينه وبين غيره في الإِستغناءِ عن المأكل والمشرب في الأسواق فأوحى الله نبيّه فأسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلكم بمحضر من الجهلة هل بعث الله رسولاً قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة وانّما قال فان كنت في شكّ ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله عَلَى الكاذبين ولو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكن يجيبون للمباهلة قد عرف أن نبيّه صلَّى الله عليه وآله وسلم مؤدّ عنه رسالته وما هو من الكاذبين وكذلك عرف النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه صادق فيما يقول ولكن أحبّ أن ينصف من نفسه.
وفي العلل
"قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لا أشكّ ولا أسأل" .
والقميّ عن الصادق عليه السلام لمّا اُسري برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إلى السماءِ وأوحى الله إليه في عليّ عليه السلام ما اوحى من شرفه ومن عظمته عند الله وردّ إلى البيت المعمُور وجمع له النّبيين وصلّوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم من عظم ما أوحى إليه في عليّ عليه السلام فأنزل الله فان كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك يعني الأنبياء فقد أنزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا إليك في كتابك { لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين ولا تكوننّ من الذين كذّبوا بآياتِ الله فتكون من الخاسرين } فقال الصادق عليه السلام فوالله ما شكّ وما سأل.
والعياشي ما يقرب منه وفي معناه أخبار أخر ويأتي نظيرها في سورة الزّخرف انشاء الله وعلى كلتا الرّوايتين فالخطاب من قبيل إيّاك أعني واسمعي يا جارة.