التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٩٩
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
١٠٠
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
-يونس

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (99) وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لأَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ } بحيث لا يشذّ منهم أحد { جَمِيعاً } على الإِيمان لا يختلفونَ فيه { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }.
{ (100) وَمَا كَانَ لِنَفْسِ أَن تُؤْمِنَ إلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ } وقرء بالنّون { عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } في العيون عن الرضا عليه السلام أنّه سأله المأمون عن هذه الآية فقال حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال انّ المسلمين قالوا لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من النّاس على الإِسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ما كنت لألقى الله ببدعة لم يحدث اليّ فيها شيئاً وما أنا من المتكلّفين فأنزل الله عليه يا محمّد ولو شاء ربّك لآمن منْ فِي الأرض كلهم جميعاً على سبيل الإِلجاءِ والإِضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثواباً ولا مدحاً ولكنّي أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقُوا منّي الزّلفى والكرامة ودوام الخلُود في جنّة الخلد أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وأمّا قوله { وما كانَ لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن الله } فليس ذلك على سبيلِ تحريم الإِيمان عليها ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلاّ باذن الله واذنه أمره لها بالإيمان ما كانت متكلّفة متعبّدة والجاؤه إيّاها إلى الإِيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها فقال المأمون فرّجت عنّي فرج الله عنك.
{ (101) قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } من عجائب صنعه ليدلّكم على وحدته وكمال قدرته { وَمَا تُغْنِى الأَيَاتُ والنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } لا يتوقع إيمانهم وما نافية أو استفهامية للإنكارِ.
في الكافي والقمّي عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال الآيات الأئمّة عليهم السلام والنذر الأنبياء سلام الله عليهم.