التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ ٱلْفِيلِ
١
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
٢
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ
٣
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
٤
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
٥
-الفيل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }.
{ (2) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ } في هدم الكعبة { فِي تَضْلِيلٍ } في تضييع وابطال بأن دمّرهم وعظّم شأنها.
{ (3) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ } جماعات.
{ (4) ترْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ } من طين متحجّر معرّب سنَك كَل.
{ (5) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأَكُولٍ } كورق زرع وقع فيه الاكّال او اكل حبّة فبقي صفرا منه او كتبن اكلته الدواب القمّي قال نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة فلمّا ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطّلب تدري اين يأمّ بك قال برأسه لا قال اتوا بك لتهدم كعبة الله اتفعل ذلك فقال برأسه لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسّيوف وقطعوه فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل قال بعضها الى اثر بعض ترميهم بحجارة من سجّيل قال كان مع كلّ طير ثلاثة احجار حجر في منقاره وحجران في مخالسه وكانت ترفرف على رؤوسهم وترمي في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وينتقض ابدانهم فكانوا كما قال فجعلهم كعصف مأكول قال العصف التّبن والمأكول هو الذي يبقى من فضله.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ما في معناه بروايتين مع زيادات واختلافات في الفاظه وقال في احداهما وبعث الله عليهم الطّير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة او نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثم يرسلها على رأسه فيخرج من دبره حتّى لم يبق منهم احد الاّ رجل هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى اذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطّير منها وجاء الطير حتّى حاذى رأسه ثم القاها عليه فخرجت من دبره فمات.
وعن الباقر عليه السلام انّه سئل عن قوله تعالى وأرسل عليهم طيراً قال كان طير سافّ جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السّباع واظفارها كأظفار السباع من الطير مع كلّ طائر ثلاثة احجار في رجليه حجران وفي منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت اجسادهم فقتلهم به وما كان قبل ذلك واتى شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال ومن افلت منهم يومئذ انطلق حتّى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن ارسل الله عليهم سيلاً فغرقهم اجمعين قال وما رأى في ذلك الوادي ماء قطّ قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال ولذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه.
وفي العلل عنه عليه السلام ما يقرب منه.
وفي قرب الاسناد عن الكاظم عليه السلام انّ ابرهة بن يكسوم قاد الفيل الى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال عبد المطّلب انّ لهذا البيت ربّاً يمنعه ثمّ جمع اهل مكّة فدعا وهذا بعد ما اخبره سيف بن ذي يزن فأرسل الله عليهم طيراً ابابيل ودفعهم عن مكّة واهلها وفي الامالي في هذه القصّة زيادات قيل وكان السّبب فيه انّ ابرهة بن الصبّاح الاشرم ملك اليمن من قبل اصخمة النّجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسمّاها القليس واراد ان يصرف اليها الحاجّ فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك فحلف ليهدمنّ الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قويّ اسمه محمود الى آخر القصّة.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ في فرائضه الم تر كيف فعل ربّك شهد له يوم القيامة كلّ سهل وجبل ومدر بأنّه كان من المصلّين وينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه ادخلوه الجنّة ولا تحاسبوه فانّه ممّن احبّه الله واحبّ عمله قد سبق انّ هذه السورة مع ما بعدها تقرءآن في الصلاة معاً.
وفي المجمع عن العيّاشي عن احدهما عليهما السلام قال الم تر كيف فعل ربّك ولايلاف قريش سورة واحدة قال وروي انّ ابيّ بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه.