التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ
١
فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ
٢
وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } بالجزاء القمّي قال نزلت في أبي جهل وكفّار قريش.
{ (2) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } قال يدفعه يعني عن حقّه قيل كان ابو جهل وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه وابو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقراه بعصاه.
{ (3) وَلاَ يَحُضُّ } ولا يرغب { عَلَى طَعامِ الْمِسْكِينِ } لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتّب الجملة على يكذّب بالفاء.
{ (4) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } الفاء جزائيّة يعني اذا كان عدم المبالاة باليتيم المسكين من تكذيب الدّين فالسّهو في الصلاة الّتي هي عماد الدّين والرّياء ومنع الزكاة احقّ بذلك ولهذا رتّب عليه الويل.
{ (5) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } غافلون غير مبالين بها القمّي قال عني به تاركون لأنّ كلّ انسان يسهو في الصلاة.
وفي المجمع عن العيّاشي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية اهي وسوسة الشّيطان فقال لا كلّ احد يصيبه هذا ولكن ان يغفلها ويدع ان يصلّي في اول وقتها.
والقمّي عنه عليه السلام قال هو تأخير الصلاة عن اوّل وقتها لغير عذر.
وفي الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام ليس عمل احبّ الى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنّكم عن اوقاتها شيء من امور الدّنيا فانّ الله عزّ وجلّ ذمّ اقواماً فقال الّذين هم عن صلاتهم ساهون يعني انّهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال هو التّرك لها والتواني عنها.
وفيه وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام قال هو التّضييع.
{ (6) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُنَ } النّاس بصلاتهم ليثنوا عليهم.
وفي المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام يريد بهم المنافقين الذين لا يرجون لها ثواباً ان صلّوا ولا يخافون عليها عقاباً ان تركوا فهم عنها غافلون حتّى يذهب وقتها فاذا كانوا مع المؤمنين صلّوها رياء واذا لم يكونوا معهم لم يصلوا وهو قوله الّذين هم يراؤون { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } القمّي مثل السّراج والنّار والخمير واشباه ذلك ممّا يحتاج اليه الناس قال وهي في رواية اخرى الخمس والزكاة.
وفي المجمع عن عليّ والصادق عليهما السلام هو الزكاة المفروضة ومرفوعاً هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدّلو والفأس وما لا يمنع كالماء والملح.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة قيل انّ لنا جيراناً اذا اعرناهم متاعاً كسروه وافسدوه فعلينا جناح ان نمنعهم فقال لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم اذا كانوا كذلك.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ سورة أرأيت الّذي يكذّب بالدّين في فرائضه ونوافله قبل الله صلاته وصيامه ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.