التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٥٨
إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ
٥٩
إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٦٠
فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ
٦١
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٦٢
قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ
٦٣
وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
٦٤
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ
٦٥
وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ
٦٦
وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ
٦٧
قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ
٦٨
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ
٦٩
قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ
٧٠
قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ
٧١
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ
٧٢
فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ
٧٣
-الحجر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (58) قَالُوا إِنّا أُرْسِلْنَا إلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } يعني قوم لُوط إنهم كانوا قوماً فاسقين لننذرهم عذابَ رَبّ العالمين كذا في العِلل والعياشي عن الباقر عليه السلام.
وفي العِلل عنه عليه السلام قال ولم يزل لوط وإبراهيم عليهما السلام يتوقّعان نزول العذاب على قوم لوط وكانت لإبراهيم عليه السلام ولوط منزلة من الله عزّ وجلّ شريفة وانّ الله عزّ وجلّ كان إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودّة إبراهيم عليه السلام وخلّته ومحبّة لوط فيراقبهم فيؤخرّ عذابهم قال فلما اشتدّ أسف الله على قوم لوط وقدّر عذابهم وقضى أن يعّوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلّي به مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلاً إلى إبراهيم عليه السلام يبشّرونه باسماعيل فدخلوا عليه ليلاً ففزع منهم وخاف أن يكونوا سرّاقاً فلما رأته الرسل فزعاً مذعوراً قالوا سلاماً قال سلام إنّا منكم وَجِلُونَ قالوا لا توجل إنّا رسل ربّكَ نبشرّك بغلامٍ عليم قال والغلام العليم هو اسماعيل من هاجر فقال إبراهيم عليه السلام للرسل أبشّرتموني على أن مسّنى الكبر الآيات.
والعياشي عنه عليه السلام قال إنّ الله تعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحبّ أن يعّوض إبراهيم عليه السلام من عذاب قوم لوط بغلام عليم يسلي به مصابه بهلاك قوم لوط الحديث كما ذكر.
{ (59) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ } وقرىء بالتخفيف { أَجْمَعِينَ }.
{ (60) إلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا } وقرىء بالتخفيف { إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ } الباقين مع الكفرة لتهلكَ معهم.
العياشي عن الصادق عليه السلام يا ويح القدريّة إنّما يقرؤن هذه الآية إلاّ امرأته قدّرنا أنّها لمن الغابرين ويحهم من قدّرها إلا الله تبارك وتعالى.
{ (61) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ }.
{ (62) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } تنكركم نفسي وتنفر عنكم مخافة أن تطرقوني بشرّ.
{ (63) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } من عذاب الله.
{ (64) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ } لتنذر قومك العذاب { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }.
{ (65) فَأَسْرِ } سر ليلاً { بِأَهْلِكَ } يا لوط { بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ } إذا مضى نصف الليل { وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } وكن على أثرهم لتكون عيناً عليهم فلا يتخلف أحد منهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } إلى ما ورآه { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } حيث أمرتم بالذهاب إليه.
{ (66) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ } إلى لوط { ذَلِكَ الأَمْرَ } مِنْهُمْ يفسره ما بعده { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ } آخرهم { مَقْطُوعٌ } يعني يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى أحد منهم { مُّصْبِحِينَ } داخلين في الصبح.
{ (67) وَجآءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ } مدينة سدوم { يَسْتَبْشِرُونَ } بأضياف لوط طمعاً فيهم.
{ (68) قَالَ إِنَّ هؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } بفضيحة ضيفي فانّ من أساء إلى ضيفِهِ فقد أساء إليه.
{ (69) وَاتَّقُوا اللهَ } في ركوب الفاحشة { وَلاَ تُخْزُونِ } ولا تذلّوني من الخزي بمعنى الهوان أو لا تخجلوني من الخزاية بمعنى الحياء.
{ (70) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ } قد سبق عن الباقِر عليه السلام أنّ المراد به النهي عن ضيافة الناس وانزالهم.
{ (71) قَالَ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } قد سبق تفسيره.
{ (72) لَعَمْرُكَ }.
القميّ أي وحياتك يا محمد قال فهذه فضيلة لرسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم على الأنبياءِ { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } لفي غوايتهم التي أزالت عقولهم يتحيّرون فكيف يسمعون النّصح.
{ (73) فَأخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ } صيحة جبرئيل { مُشْرِقِينَ } داخلين في وقت شروق الشّمس.