التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
٩٥
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٦
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٧
فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ
٩٨
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٩٩
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ
١٠٠
-النحل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (95) وَلاَ تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ } ولا تستبدلوا عهد الله وبيعة رسول الله { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من متاع الدنيا { إِنَّ مَا عِندَ اللهِ } من الثواب على الوفاء بالعهد { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }.
{ (96) مَا عِندَكُمْ } من متاع الدنيا { يَنْفَدُ } أي ينقضي ويفنى { وَمَا عِندَ اللهِ } من خزائن رحمته { بَاقٍ } لا ينفد { وَلَنَجْزِيَنَّ } وقرء بالنّون { الَّذِينَ صَبَرُوا أجْرَهُم بِأحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
{ (97) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } في الدنيا يعيش عيشاً طيباً.
القميّ قال القنوع بما رزقه الله.
وفي نهج البلاغة أنّه عليه السلام سئل عنها فقال هي القناعة وفي المجمع عن النبي صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّها القناعة والرضا بما قسم الله { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أجْرَهُم بِأحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } من الطاعة.
{ (98) فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } إذا أردت قراءته { فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ } فاسأل الله أن يُعيذك من وساوسه لئلاّ يوسوسك في القراءة.
العياشي عن الصادق عليه السلام قيل له كيف أقول قال: تقول أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال الرّجيم أخبث الشياطين.
وفي قرب الاسناد عن سدير قال صلّيت المغرب خلف أبي عبد الله عليه السلام فتعوّذ باجهار أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله أن يحضرن ثمّ جهر ببسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَرَوَت العامّة عن ابن مسعود قال قرأت على رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرَّجِيمِ هكذا أقرأينة جبرئيل عن القلم عن اللّوح المحفوظ وقد سَبَق تفسير الإستعاذة في أوّل الكتاب
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام إذا قرأت بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فلا تبالي ألا تستعيذ.
{ (99) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } تسلّط وولاية { عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِهِّمْ يَتَوَكَّلُونَ } فانّهم لا يطيعون أوامره.
{ (100) إِنَّما سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } يحبّونه ويطيعونه { وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ }.
في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال يسلّط والله على المؤمن عل بدنه ولا يسلّط على دينه قد سلّط على أيّوب فشّوه خلقه ولم يسلّطه على دينه وقال الذين هم بالله مشركون يسلّط على أبدانهم وعلى أديانهم.
والعياشي عنه عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال ليس له أن يزيلهم عن الولاية فأمّا الذّنوب وأشباه ذلك فانّه ينال منهم كما ينال من غيرهم القمي مثله.