التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً
١٠٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً
١٠٧
خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً
١٠٨
قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً
١٠٩
قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً
١١٠
-الكهف

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (106) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } قال يعنى الاوصياء الآيات الّتي اتخذوها هزواً
وفي العيون عن الرّضا عليه السلام فيما كتبه للمأمون ويجب البراءة من اهل الاستيثار من ابي موسى الاشعري واهل ولايته { الَّذين ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئكَ الَّذِين كفروا بآيات رَبِّهِمْ } بولاية امير المؤمنين عليه السلام ولقائه كفروا بأن لقوا الله بغير امامته فحبطت اعمالهم { فَلا نُقِيمُ لَهُم يَوْمَ القيامَةِ وَزْناً } فهم كلاب اهل النّار.
{ (107) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً }
في المجمع عن النّبي صلّى الله عليه وآله
"الجنّة مئة درجة ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض الفردوس اعلاها درجة منها تفجر أنهار الجنّة فإذا سألتم الله فاسئلوه الفردوس" .
والقمّي عن الصّادق عليه السلام هذه نزلت في ابي ذر والمقداد وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر جعل الله عزّ وجلّ لهم جنّات الفردوس نُزلاً اي مأوىً ومنزلاً.
{ (108) خَالِدِينَ فِيهَا } قال لا يخرجون منها { لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } قال لا يريدون بها بدلاً.
{ (109) قُل لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي } وقرىء بالياء { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } قال انّ كلام الله عزّ وجلّ ليسَ له آخر ولا غاية ولا ينقطع ابداً وقرىء مداد بكسر الميم مع مدّة وهي ما يستمدّ به الكاتب قيل في سَبب نزولها ما مرّ في سورة بني اسرائيل عند قوله تعالى وما اوتيتم مِنَ العِلْمِ إِلاّ قَليلاً.
{ (110) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } قال يعني في الخلق انّه مثلهم مخلوق { يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ }
في الاحتجاج وتفسير الامام عليه السلام في سورة البقرة قال عليه السلام في هذه الآية يعني قل لهم انا في البشرية مثلكم ولكن ربّي خصّني بالنبوّة دونكم كما يخصّ بعض البشر بالغنى والصّحة والجمال دون بَعض البشر فلا تنكروا ان يخصّنى ايضاً بالنبوة { فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ } يؤمن بأنّه مبعوث.
كذا في التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } خالصاً لله { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } القمّي فهذا الشّرك شرك رياء.
وعن الباقر عليه السلام سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية
"فقال من صلّى مراياة النّاس فهو مشرك ومن زكّى مراياة النّاس فهو مشرك ومن صام مرياة الناس فهو مشرك ومن حجّ مراياة النّاس فهو مشرك ومن عمل عملاً ممّا امره الله مرياة النّاس فهو مشرك ولا يقبل الله عزّ وجلّ عمل مرائي" .
وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية الرّجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وَجه الله انّما يطلب تزكية النّاس يشتهي ان يسمع به النّاس فهذا الّذي اشرك بعبادة ربّه ثم قال ما من عبد اسرّ خيراً فذهبت الايّام ابداً حتى يظهر الله له خيراً وما من عبد يسرّ شرّاً فذهبت الايّام حتّى يظهر الله له شرّاً.
وعنه عليه السلام انه سئل عن الرّجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسّره ذلك قال لا بأس ما من احد الاّ ويحبّ ان يظهر له في النّاس الخير اذا لم يصنع ذلك لذلك.
وعن الرّضا عليه السلام انّه كان يتوضّأ للصّلاة فأراد رجل ان يصبّ الماء على يديه فأبى وقرأ هذه الآية وقال وها انا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة فأكره ان يشركني فيها احدٌ.
أقول: وهذا تفسير آخر للآية ولعلّه تنزيه وذلك تحريم.
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام انه سئل عن تفسير هذه الآية فقال من صلّى او صام او اعتق او حجّ يريد محمدة النّاس فقد اشرك في عمله وهو مشرك مغفور.
أقول: يعني انّه ليس من الشّرك الّذي قال الله تعالى انّ الله لا يغفر أَنْ يُشركَ بِهِ وذلك لأنّ المراد بذلك الشرك الجليّ وهذا هو الشّرك الخفيّ.
وفي المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله قال الله عزّ وجلّ
"انا أغنى الشّركاء عن الشّرك فمن عمل عملاً اشرك فيه غيري فأنا منه بريء فهو للّذي اشرك" .
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام قال انّ الله يقول انا خير شريك ومن عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له وعنهما عليهما السلام لو انّ عبداً عمل عملاً يطلب به رحمة الله والدّار الآخرة ثمّ ادخل فيه رضا احد من النّاس كان مشركاً.
والعيّاشي عن الصّادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآيه فقال العمل الصالح المعرفة بالأئمة وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً التّسليم لعليّ عليه السلام ولا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من اهله.
والقمّي عنه عليه السّلام { وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } قال لا يتّخذ مع ولاية آل محمّد صلوات الله عليهم غيرهم وولايتهم العمل الصالح من اشرك بعبادة ربّه فقد اشرك بولايتنا وكفر بها وجحد امير المؤمنين عليه السلام حقّه وولايته.
في الفقيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
"من قرأ هذه الآية عند منامه قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ الى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام حشو ذلك النّور ملائكة يستغفرون له حتّى يصبح" وفي ثواب الاعمال عن امير المؤمنين عليه السلام ما من عبد يقرأ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلكُمْ الى آخر السّورة الاّ كان له نور من مضجعه الى بيت الله الحرام فان كان من اهل بيت الله الحرام كان له نور الى بيت المقدس.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ما من عبد يقرأ آخر الكهف عند النّوم الاّ تيقّظ في السّاعة التي يريد.
وعنه عليه السلام من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة الى الجمعة قال وروي فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظّهر والعصر مثل ذلك.
وفي ثواب الأعمال والمجمع عنه عليه السلام من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة لم يمت الاّ شهيداً ويبعثه الله من الشهداء ووقف يوم القيامة مع الشّهداء اللّهم ارزقنا تلاوته يا اَرحم الراحمين.