التفاسير

< >
عرض

يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ
٤٠
وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ
٤١
-البقرة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (40) يا بَنِي إِسْرَائِيلَ } ولد يعقوب.
في العلل عن الصادق عليه السلام في حديث يعقوب هو إسرائيل ومعنى إسرائيل عبد الله لأن اسرا هو العبد وإيل هو الله. وفي رواية اسرا هو القوة وايل هو الله { اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } أن بعثت محمداً وأقررته في مدينتكم ولم أُجشِّمكم الحطّ والتّرحال إليه وأوضحت علاماته ودلائل صدقه كيلا يشتبه عليكم حاله { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } الذي أخذه على أسلافكم أنبياؤكم وأمروهم أن يؤدّوه إلى أخلافهم ليؤمننّ بمحمد العربي القرشي الهاشمي المبان بالآيات والمؤيد بالمعجزات الذي من آياته عليّ بن أبي طالب عليه السلام شقيقه ورفيقه عقله من عقله وعلمه من علمه وحلمه من حلمه مؤيد دينه بسيفه { أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } الذي أوجبت به لكم نعيم الأبد في دار الكرامة { وَإيّايَ فَارْهَبُونِ } في مخالفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي فهم لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي، والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال أوفوا بولاية عليّ فرضاً من الله أوف لكم بالجنّة.
أقول: ويجري في كل عهد لله على كل احد.
القمّي: قال رجل للصادق عليه السلام يقول الله عز وجل:
{ { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] وأنّا ندعو فلا يستجاب لنا فقال إنّكم لا تفون لِلّهِ بعهده فانه تعالى يقول أوْفوا بعهدي اوف بعهدكم والله لو وفيتم الله سبحانه لوفى لكم.
{ (41) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ } على محمد من ذكر نبوته وإمامة أخيه وعترته { مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ } فان مثل هذا الذكر في كتابكم { وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كافرٍ بِهِ } قيل تعريض بأن الواجب أن تكونوا أوّل من آمن به لأنهم كانوا أهل النظر في معجزاته والعلم بشأنه والمستفتحين به والمبشّرين بزمانه.
وفي تفسير الإِمام عليه السلام هؤلاء يهود المدينة جحدوا بنبوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وخانوه وقالوا نحن نعلم أن محمداً نبيّ وأنّ عليّاً وصيّه ولكن لست أنت ذلك ولا هذا ولكن يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسماءة سنة.
{ وَلا تَشْتَرُوا بآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً } في المجمع عن الباقر عليه السلام في هذه الآية أن حيّ بن اخطب وكعب بن أشرف وآخرين من اليهود كان لهم مأكلة على اليهود في كل سنة فكرهوا بطلانها بأمر النبي فحرّفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره فذلك الثمن الذي أُريد به في الآية { وَإِيّايَ فاتَّقُونِ } في كتمان أمر محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وأمر وصيه.