التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ
١٠١
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٠٢
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
١٠٣
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
١٠٤
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ
١٠٥
قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ
١٠٦
رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
١٠٧
قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ
١٠٨
-المؤمنون

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (101) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ } لقيام الساعة { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } تنفعهم بالتعاطف والتراحم او يفتخرون بها وذلك من فرط الحيرة واستيلاء الدّهشة بحيث يفرّ المرء من اخيه وامّه وابيه وصاحبته وبنيه { يَوْمَئِذٍ } كما هو اليوم.
في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله
"كلّ حسب ونسب منقطع الاّ حَسبي ونسبي" { وَلاَ يَتَسَاءَلوُنَ } ولا يسئل بعضهم بعضاً لاشتغاله بنفسه وهو لا يناقض قوله تعالى واقبل بعضهم على بعض يتساءلون لأنّ هذا عند النفخة وذلك عند المحاسبة.
والقمّي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال لا يتقدّم يوم القيامة احد الاّ بالاعمال.
وفي المناقب عن السجاد عليه السلام فيها والله لا ينفعك غدا الاّ مقدّمة تقدّمها من عمل صالح.
{ (102) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } موزونات عقايده واعماله.
القمّي قال بالاعمال الحسنة { فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.
{ (103) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } قال من تلك الأعمال الحسنة.
أقولُ: قد مضى تحقيق معنى الوزن في سورة الأعراف { فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ } غبنوها حيث ضيّعوا زمان استكمالها وابطلوا استعدادها لنيل كمالها { في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } { (104) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } تحرقها.
القمّي قال تلهب عليهم فتحرقهم قيل اللّفح كالنفخ الاّ انه اشدّ تأثيراً من النفخ { وَهُمْ فيِهَا كَالِحُونَ } من شدّة الاحتراق والكلوح تقلّص الشفتين عن الاسنان.
القمّي اي مفتوحي الفم متربّدي الوجوه.
{ (105) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } اي يقال لهم ذلك تأنيباً وتذكيراً.
{ (106) قَالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } ملكتنا بحيث صارت احوالنا مؤدّية الى سوء العاقبة وقرء شقاوتنا بالألف وفتح الشين.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام قال باعمالهم شقوا { وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ } عن الحق.
{ (107) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا } من النار { فَإِنْ عُدْنَا } الى التكذيب { فَإِنّا ظالِمُونَ } لأنفسنا.
{ (108) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا } اسكتوا سكوت هوان فانّها ليست مقام سؤال من خسئات الكلب اذا زجرته فانزجر { وَلا تُكَلِّمُونِ }
القمّي بلغني والله اعلم انّهم تداكّوا بعضهم على بعض سبعين عاماً حتّى انتهوا الى قعر جهنّم.