التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ
٣
وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ
٤
وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
٥
إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
٦
فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ
٧
وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٨
وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٩
أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ
١٠
ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١١
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ
١٢
-المؤمنون

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (3) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } القمّي عن الغناء والملاهي.
وفي ارشاد المفيد عن امير المؤمنين عليه السلام كلّ قول ليس فيه ذكر فهو لغو.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال ان يتقّول الرّجل عليك بالباطل او يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله.
قال وفي رواية اخرى انّه الغناء والملاهي.
وفي الاعتقادات عنه عليه السلام انّه سئل عن القصاص ايحل الاستماع لهم فقال لا.
{ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ }
القمّي عن الصادق عليه السلام من منع قيراطاً من الزكاة فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة.
{ (5) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ }
{ (6) إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ }
القمّي يعني الاماء قال والمتعة حدّها الاماء.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انه سئل عن المتعة فقال حلال فلا تتزوّج الاّ عفيفة انّ الله عزّ وجلّ يقول { والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ } وعنه عليه السلام تحلّ الفروج بثلاثة وجوه نكاح بميراث ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك يمين.
وعن ابيه عن النبيّ صلوات الله عليهما
"انّ الله احلّ لكم الفروج على ثلاثة معان فرج مورّث وهو الثبات وفرج غير مورّث وهو المتعة وملك ايمانكم" { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }
{ (7) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ } القمّي قال من جاوز ذلك { فَأُولئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } الكاملون في العُدوان.
{ (8) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } وقرء لأمانتهم { وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحقّ أو الخلق قائمون بحفظها واصلاحها.
{ (9) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَوَاتِهِمْ } وقرء صَلَواتِهم { يُحافِظُونَ }
القمّي قال على اوقاتها وحدودها.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هي الفريضة قيل الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلواتِهِمْ دائِمُونَ قال هي النّافلة.
{ (10) أُولئِكَ } الجامعون لهذه الصّفات { هُمُ الوَارِثُونَ }
{ (11) الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
القمّي عن الصادق عليه السلام قال ما خلق الله خلقاً الاّ جعل له في الجنّة منزلاً وفي النار منزلاً فاذا سكن اهل الجنّة الجنّة واهل النار النار نادى مناد يا اهل الجنّة اشرفوا فيشرفون على اهل النّار وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم هذه منازلكم التي في النار لو عصيتم الله لدخلتموها قال فلو انّ احداً مات فرحاً لمات اهل الجنّة في ذلك اليوم فرحاً لما صرف عنهم من العذاب ثم ينادي مناد يا اهل النّار ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فينظرون الى منازلهم في الجنّة وما فيها من النّعيم فيقال لهم هذه منازلكم التي لو اطعتم ربّكم لدخلتموها قال فلو انّ احداً مات حزناً لمات اهل النّار حزناً فيورّث هؤلاء منازل هؤلاء ويورث هؤلاء منازل هؤلاء وذلك قول الله عزّ وجل { أُولئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال ما منكم من احدٍ الاّ وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فان مات ودخل النار ورث اهل الجنة منزله.
وفي العيون عن امير المؤمنين عليه السلام انّه قال في هذه الآية.
{ (12) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ }.
القمّي قال السلالة الصفوة من الطعام والشراب الذي يصير نطفة والنطفة اصلها من السلالة والسلالة هو من صفو الطعام والشراب والطعام من اصل الطين فهذا معنى قوله جلّ ذكره من سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ.