التفاسير

< >
عرض

ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣
وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
٤
-النور

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (3) الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ }.
القمّي هو ردّ على من يستحلّ التمتع بالزّواني والتزويج بهنّ وهنّ المشهورات المعروفات في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن قال ونزلت هذه الآية في نساء مكة كنّ مستعلنات بالزنا سارة وخثيمة والرباب كنّ يغنّين بهجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله فحرّم الله نكاحهنّ وجرت بعدهّن في النساء من امثالهن.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هنّ نساء مشهورات بالزّنا ورجال مشهورون بالزّنا شهروا به وعرفوا به والناس اليوم بتلك المنزلة فمن اقيم عليه حدّ الزنا او شهر بالزّنا لم ينبغ لأحد ان يناكحه حتى يعرف منه التوبة.
وعنه عليه السلام انّما ذلك في الجهر ثم قال لو انّ انساناً زنى ثم تاب تزوّج حيث شاء.
وعن الباقر عليه السلام هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله مشهورين بالزّنا فنهى الله عن اولئك الرجال والنساء والناس اليوم على تلك المنزلة من شهر شيئاً من ذلك او اقيم عليه الحد فلا تزوّجوه حتى تعرف توبته.
وعنه عليه السلام في حديث انها نزلت بالمدينة قال فلم يسمّ الله الزّاني مؤمناً ولا الزانية مؤمنة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فانّه اذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص" .
{ (4) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ } يقذفوهنّ بالزّنا { ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً } لا فرق في الطرفين بين الذكر والانثى.
ففي الكافي والتهذيب عن الصادق عليه السلام في الرجل يقذف الرجل بالزنا قال يجلد هو في كتاب الله وسنّة نبيه صلّى الله عليه وآله.
وعن الباقر عليه السلام في امرأة قذفت رجلاً قال تجلد ثمانين جلدة وامّا اذا كان احدهما غلاماً او جارية او مجنوناً لم يحدّ كما ورد به الاخبار عنهم عليهم السلام.
وفيهما عن الصادق عليه السلام قال اذا قذف العبد الحرّ جلد ثمانين قال وهذا من حقوق الناس.
وعنه عليه السلام لو اتيت برجل قد قذف عبداً مسلماً بالزنا لا يعلم منه الاّ خيراً لضربته الحدّ حدّ الحرّ الاّ سوطاً وعنه عليه السلام من افترى على مملوك عزّر لحرمة الاسلام.
وعنه عليه السلام في الحرّ يفتري على المملوك قال فان كان امّه حرّة جلد الحد.
وعنه عليه السلام قال قضى امير المؤمنين عليه السلام انّ الفرية ثلاث يعني ثلاث وجوه اذا رمى الرّجل الرّجل بالزّنى واذا قال امّه زانية واذا دعى لغير ابيه فذلك فيه حدّ ثمانون.
وعنه عليه السلام في رجل قال لرجل يابن الفاعلة يعني الزّنا فقال ان كانت امّه حيّة شاهدة ثم جاءت تطلب حقّها ضرب ثمانين جلدة وان كانت غائبة انتظر بها حتى تقدم فتطلب حقّها وان كانت قد ماتت ولم يعلم منها الاّ خيراً ضرب المفتري عليها الحدّ ثمانين جلدة.
وعنه عليه السلام قال اذا قذف الرّجل فقال انك لتعمل عمل قوم لوط تنكح الرّجال قال يجلد حدّ القاذف ثمانين جلدة.
وعنه عليه السلام قال كان عليّ عليه السلام يقول اذا قال الرجل للرجل يا معفوج ويا منكوحاً في دبره فانّ عليه الحد حدّ القاذف.
أقولُ: العفج بالمهملة والفاء والجيم الجماع.
وعنه عليه السلام انّه سئل عن رجل افترى على قوم جماعة قال ان اتوا به مجتمعين ضرب حدّاً واحداً وان اتوا به متفرّقين ضرب لكلّ واحد منهم حدّاً.
وعن الباقر عليه السلام في الرّجل يقذف القوم جميعاً بكلمة واحدة قال اذا لم يسمّهم فانّما عليه حدّ واحد وان سمّى فعليه لكّل رجل حدّ.
وعن الصادق عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام امر رسول الله صلّى الله عليه وآله ان لا ينزع شيء من ثياب القاذف الاّ الرداء.
وعنه عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله الزاني اشد ضرباً من شارب الخمر وشارب الخمر اشدّ ضرباً من القاذف والقاذف اشد ضرباً من التعزير.
وعن الكاظم عليه السلام يجلد المفتري ضرباً بين الضرّبين يضرب جسده كلّه { وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ }
في الكافي عن الباقر عليه السلام في حديث ونزل بالمدينة { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحصَناتِ } الآية قال فبرّاه الله ما كان مقيماً على الفرية من ان يسمّى الايمان قال الله عزّ وجلّ
{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } [السجدة: 18] وجعله الله منافقاً فقال الله انّ المنافقين هم الفاسقون وجعله الله من اولياء ابليس قال { { إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } [الكهف: 50] وجعله ملعوناً فقال { { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النور: 23ـ24] وليست تشهد الجوارح على مؤمن انّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزّ وجلّ { { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [الإسراء: 71].